بيع الرغائف والحلويات وأواني الخزف تنتعش بينما يضعف نشاط مطاعم الوجبات السريعة يتأرجح العديد من المهن خلال شهر رمضان بالمغرب بين الانتعاش والرواج، وبين الأفول والركود، حيث إن مهناً تعيش أزهى أيامها في الشهر الفضيل من حيث الإقبال عليها، فيما تعاني حرف أخرى من الشلل بسبب ضعف نشاطها الاقتصادي. ويحيي رمضان عدداً من المهن التي ينتظر أصحابها بفارغ الصبر حلول شهر الصيام من أجل جني بعض الأرباح المالية، من قبيل بيع الرغائف والحلويات وأواني الخزف، غير أنه بالمقابل يضع أصحاب مهن أخرى في عسرة من أمرهم، بسبب عدم رواج أنشطتهم، مثل المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية. وفي ضواحي العاصمة الرباط، تجمع عائلة الشيظمي بين أخوين يزاولان مهنتين مختلفتين، أحدهما يعمل خياطا للأزياء التقليدية تنتعش مهنته بشكل واضح خلال شهر رمضان، بينما الأخ الأكبر الذي يعمل في مطعم للوجبات السريعة ينتظر انصراف الشهر لتعود تجارته إلى سابق عهدها. مهن تنتعش بشكل لافت يقول عبدالله الشيظمي، إنه يتمنى أن لا ينقضي الشهر طيلة الدهر، بسبب أن ما يجنيه من مال في هذا الشهر تحديداً من مهنته كخياط للأزياء التقليدية رجالية ونسائية، لا يجنيه طيلة أشهر خلال السنة الواحدة. ويشرح الخياط أن مهنته تنتعش بشكل لافت خلال رمضان، حيث يقبل كلا الجنسين على خياطة وحياكة الأزياء التقليدية، من قبيل الجلابيب والبرانس بالنسبة للرجال، والقفاطين و"التكشيطات" للنساء. وإلى جانب مهنة الخياطة التقليدية، تزدهر مهن أخرى في شهر رمضان بخلاف الشهور الأخرى، ومنها بيع الرغائف و"الملوي" و"المسمن" و"البغرير"، وكلها أصناف من فطائر مغربية. إغلاق مطاعم الوجبات السريعة ومقابل المهن التي تنتعش في رمضان تعيش مهن وحرف أخرى على حافة الانهيار خلال شهر الصيام، بسبب ركود حركة الزبائن، خاصة المهن التي لها علاقة بالاستهلاك والأكل في نهار رمضان، من قبيل المقاهي والمطاعم ومحلات الوجبات السريعة. ويقول عمر بندداس، الذي يعمل في محل لتقديم الوجبات السريعة، إنه خلال الشهر الكريم يمكث في بيته، ولا يذهب تماما إلى العمل، بسبب انحسار الزبائن عن التوافد إلى مطعمه، فالنهار هو للصيام، والليل يكون الناس قد تناولوا فطورهم في بيوتهم، وبعد التراويح يعودون إلى منازلهم. ويعمد عدد من أصحاب المقاهي إلى إغلاقها طيلة الشهر الفضيل، بسبب النقص الواضح في عدد زبائنها، ويستغلون فترة التوقف من أجل إجراء عمليات الترميم والإصلاح، أو ترتيب وتجديد ديكورات مقاهيهم بغية استئناف أنشطتهم التجارية بعيد شهر الصيام.