اعتبر بيد الله أن تجميد كولومبيا اعترافها بالجمهورية الوهمية هو عمل في صالح السكان المغاربة في مخيمات تندوف وفي الأقاليم الجنوبية، وهو اختيار ذكي وموضوعي مرتكز على التاريخ وعلى الواقعية ومنفتح على آفاق المستقبل. وقدم رئيس مجلس المستشارين خلال لقائه برئيسة لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ الكولومبي، كونسويلو كونساليس دي بيردومو ، لمحة عن تطورات قضية النزاع حول الأقاليم الجنوبية وأهمية مقترح الحكم الذاتي بهذه الأقاليم كحل سياسي، عادل ودائم لإنهاء هذه القضية تحت السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة. وذكر رئيس مجلس المستشارين، بدور البرلمانيين في إرساء أسس علاقات صداقة متينة ومستدامة خدمة للمصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين. وتناول رئيس المجلس خصوصية النموذج الديمقراطي التنموي بالمملكة المغربية الذي يرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ظل محيط إقليمي مكهرب، مبرزا في هذا الإطار أسس ومتانة النموذج المغربي منذ اختيار التعددية الحزبية إلى التوافق الواسع حول الدستور الجديد مرورا بانجازات هيئة الإنصاف والمصالحة وإعطاء مكانة متميزة للشباب واستعرض السيد رئيس المجلس عمل مجلس المستشارين في إطار الدستور الجديد خصوصا أهمية آليات الحكامة الجيدة التي أتى بها الدستور وانعكاساتها على مستقبل بلادنا. وتناول رئيس الغرفة الثانية التحديات الأمنية بقوس الساحل والصحراء جراء تنامي أنشطة الشبكات الإرهابية التي تتغذى من الجريمة العابرة للقارات والهجرة السرية وتهريب البشر والاتجار في المخدرات والأسلحة... ومن جهتها، أشادت رئيسة لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ الكولومبي بالعلاقات الجيدة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية كولومبيا، مؤكدة أن زيارتها تروم تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وتحدثت المسؤولة الكولومبية عن تجربتها السياسية المريرة إبان فترة اختطافها لمدة سبع سنوات بمركز الاعتقال " FARC"( القوات المسلحة الثورية بكولومبيا)، مما دفعها إلى الاهتمام بمجال الدفاع عن حقوق الإنسان بكولومبيا وبالمصالحة بين فصائل الشعب الكولومبي، الشيء الذي جعلها تهتم بالتجربة المغربية وخصوصا العدالة الانتقالية. وعبرت المسؤولة الكولومبية عن إعجابها بالنموذج المغربي، مؤكدة على أهمية الاستفادة من تبادل الخبرات والتجارب في تعزيز العلاقة بين مجلس الشيوخ الكولومبي ومجلس المستشارين المغربي.