أوصى رئيس بالجزائر عبد العزيز بوتفليقة في رسالة وجهها من مستشفى "لينزافليد" بفرنسا الجيش بضرورة الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر وحماية سيادتها واستقلالها الوطني "في كل الظروف والأحوال". ودعا وحدات الجيش إلى التحلي باليقظة الشديدة لصد جميع التهديدات، خاصة الإرهابية منها. وقال بوتفليقة، بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني والذي غاب، ولأول مرة، عن مراسيم تخرج الدفعات بالأكادمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال "..إننا نعيش في عالم متسارع الأحداث، يموج بالكثير من المتغيرات، ويغلب عليه طابع التذبذب وعدم الاستقرار، يتطلب منكم أيها العسكريون بذل جهود كبيرة من أجل مواصلة القيام بمسؤولياتكم الوطنية والدستورية وحماية سيادة الجزائر واستقلالها الوطني في كل الظروف والأحوال.."، في إشارة منه إلا أن غيابه لمدة تزيد عن شهرين لا يعني أن عجلة الحياة تتوقف في الجزائر، مشددا على مواصلة قيام كل مؤسسة في الدولة بالمهام المنوطة بها.
والرئيس الجزائري دخل المستشفى العسكري فال دو غراس في 27 نيسان/ابريل اثر اصابته بجلطة دماغية صغيرة حسب السلطات الجزائرية، ثم نقل في 21 ايار/مايو الى مستشفى ليزانفاليد "لمواصلة نقاهته" حسب وزارة الدفاع الفرنسية.
وذكرت صحيفة "الشروق" الجزائرية ان رسالة الرئيس التي كلف قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال الزيارة التي أداها له رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال في باريس في ال11 من الشهر الجاري إيصالها لكافة القوات المسلحة، تضمنت تحذيرات من المساس بسيادة ووحدة الجزائر.
وشدد بوتفليقة على ضرورة مكافحة الإرهاب وتفكيك شبكاته، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتردية التي تعرفها دول الجوار، خاصة الواقعة في مربع الساحل، والتي وصفها الرئيس بأحداث غير مأمونة الجانب.
وقال "..ليكن جيشنا في مستوى التحديات الكبرى التي تعرفها منطقتنا، سيما ما يجري في الساحل الصحراوي من أحداث غير مأمونة الجانب، تتطلب منا يقظة شديدة ومستمرة لصد تأثيراتها وكافة تداعياتها وتهديداتها وتستوجب التأكيد في ذات السياق المواصلة العازمة ودون كلل ولا ملل مكافحة الإرهاب وتفكيك شبكاته الإجرامية".
وتوجه القائد الأعلى للقوات المسلحة في توصياته لجميع قوات الجيش الجزائري بالحصن والحصين الذي يضمن استقرار الجزائر وحرمة ترابها الوطني ووحدة شعبها بطريقة تمنحها القوة الكفيلة بمواصلة دربها بكل حرية وسيادة.
ووصف وزير الدفاع الوطني المهام الموكلة للجيش ب "العظيمة"، مشيرا إلى أن هذه المهام تزداد عظمة في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم في وقتنا الراهن وقال: "أصبحت سيادة الشعوب وأمنها واستقرارها واستقلالها الوطني، عرضة لتهديدات حقيقية ومخاطر جمة".
وختمت توصيات بوتفليقة بضرورة تطوير طاقات القوات المسلحة أكثر من أي وقت مضى للبقاء دوما في مستوى المهام الجليلة الموكلة لها دستوريا. وأمر وحدات الجيش بتوخي الحيطة والحذر والتحلي باليقظة الشديدة والمستمرة لصد كافة التأثيرات والتهديدات.
وكان الفريق قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بتكليف من رئيس الجمهورية، عبدالعزيز بوتفليقة، قد أشرف على مراسيم حفل تخرج الدفعة الواحدة والأربعين للضباط ، بحضور قائد القوات البرية اللواء أحسن طافر وقائد الناحية العسكرية الأولى حبيبي شنتوف وعدد من الوزراء والإطارات المدنية والعسكرية، فيما غاب الوزير الأول، عبدالمالك سلال، الذي قيل عنه إنه سيمثل الرئيس في حفل التخرج، باعتبار أن الأمر يتعلق بمهام وزير الدفاع قائد القوات المسلحة وهي صلاحية حكرا على رئيس الجمهورية ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفويضها، حيث تم تقليد الرتب وتوزيع الشهادات على المتفوقين الأوائل من الدفعات المتخرجة من دورة القيادة والأركان والتكوين الأساسي والضباط العاملين.