بأي حال عد ت يا عيد ؟.. كيف لا يطرح هدا التساؤل وأمم بأسرها مقلوبة على رأسها ومغلوبة على أمرها. تساؤل نابع من واقع معاش لأناس ينتظرون عيد العمال لتخليده كعيد لا كوعيد. عيد احتفل به مند 1886 حين قررت منظمة "فرسان العمل" التي كانت أول من طالب بتحديد ساعات العمل بثمان..وفي فاتح ماي 1886 قامت-منظمة فرسان العمل- بإضراب للمطالبة بتحديد ثمان ساعات من العمل في اليوم واتحد بدلك هدا اليوم عيدا للعمال. وفي المغرب وسيرا على دربها نحو الكرامة والحرية ، ورغبتا منها في انخراط العمال والنقابيين بإطاراتهم وقياداتهم لتجسيد أروع صور التلاحم مع فئات الشعب، اقترحت حركة 20 فبراير على النقابات توحيد الصفوف ، ليكون فاتح ماي 2011 حدثا جللا يرهب النظام، ويبرز القوة الحقيقية للطبقة العاملة و معها عموم الكادحين. لكن الواقع غير هذا ، فالميدان كشف عن كل شيء، وأبان مرة أخرى عن حقيقة القيادات البيروقراطية و عن فسادها ورغبتها في تشتيت نضالات الطبقة العاملة وامتلاك الفعل النقابي بيدها لتوجيهه في يخدم مصالحها المرتبطة بمصالح النظام. لا نستغرب مثل هاته الأشياء، فليست بالشيء الجديد، خصوصا من بعض القيادات التي تقدم بها العمر ونخر الفساد أوصالها وباتت مدمنة عليه و تحسبه الصواب وما دونه الخطأ. ولخير دليل تكرسيها بتوافقها مع الحكومة في إطار " الحمار الاجتماعي " – كرست – لمنطق التوافق بدل المنطق الأصلي ، منطق الصراع ، لأن النضال بمنطق التوافق يؤدي إلى انتزاع أو بالأحرى رمي الفتات كما خلص إليه " الحمار الاجتماعي " وبذلك يفوت – التوافق بدل الصراع – على الطبقة العاملة تحقيق مكاسب حقيقية. كل هذا ساهم في إفشال مقترح حركة 20 فبراير التي نزلت إلى الشوارع مدعمة للطبقة العاملة وعموم الكادحين، وقامت بمسيراتها التي شهدت نزولا مكثفا للجهاز الأمني بكل تلاوينه و تركيزه على مسيرات 20 فبراير، حيث شهدت بعض المدن مثل فاس، حصارا شديدا وتطويقا امنيا ضرب عليها، وصل لدرجة منعها من السير في مسارها الذي برمجته، لكن ورغم ذلك فقد تحدت وصالت وجالت حركة 20 فبراير في تظاهرات ميزها التنظيم الذي راكمته الحركة ولازالت من خلال تجاربها السابقة. وتخللت التظاهرات شعارات منددة بالحيف الممارس على العمال والمطالبة بإنصافهم وتحقيق مطالبهم ومعها مطالب حركة 20 فبراير كما أدانت الحصار المضروب في شعار " القمع لا يرهبنا والقتل لا يفنينا والجماهير الشعبية تحيي النضال فينا " .... كما سجل في العديد من المدن انضمام مجموعات من المنتمين للنقابات لمسيرات 20 فبراير مؤكدين بذلك على رفضهم لتوجهات بعض القيادات البيروقراطية و في هذا السياق نشير إلى إن التيار الديمقراطي الكفاحي متواجد داخل النقابات ، ولكي يغير من الواقع المعاش ، عليه أن يسعى لتوحيد الصفوف مع العمال وعموم النقابيين للانخراط التام في النضال المرتبط أساسا بإزاحة التيار البيروقراطي المسيطر على العديد من الهياكل النقابية. فليكن هدفه الأول هو الاتحاد ورص الصفوف وتوحيد النضالات للتعجيل بالإطاحة بالقيادات البيروقراطية ورموزها الضالعة في الفساد النقابي و المشوهة للعمل النقابي . حركة 20 فبراير والمناضلين الشرفاء عليهم أن يعملوا سويا للتعجيل برحيل القيادات البيروقراطية ، ورموز الفساد و ... حتى تتمكن الطبقة العاملة وعموم الشغالين من قول الكلمة الفصل و لتفجير الطاقات النضالية وتوظيفها لتحقيق غد أفضل لعموم الكادحين. وفي السياق ذاته أقول للقيادات البيروقراطية ومن يواليها : " وخا تعيا ما تطفي .. غاتشعل غاتشعل .. هي نار النقابي ، نار قوية غاتشعل ". وأقول للنقابيين الديموقراطيين المكافحين والطبقة العاملة : " النقابي اليد فاليد ، وحدتنا لازم تصمد .. والنضال واجب الجميع، فين هو نضالنا؟ " و يا عمال المغرب اتحدوا ...