الان اتضحت الصورة، حيث ان المقال المنشور في جريدة المساء والذي يفضح بحق جزءا من مسلسل النهب الدي تتعرض له مصالح الطبقة العاملة، مند عقود، على يد البيروقراطية المتنفدة داخل الاتحاد المغربي للشغل المرتبطة عضويا بالنظام المخزني والباطرونا، كان ذريعة للهجوم على المناضلين الديمقراطيين وعلى التوجه الديمقراطي الذي يحاول ويسعى جاهدا الى دمقرطة هذه المركزية التي باتت وكرا لشرذمة من المفسدين المتخصصين في المتاجرة بمصالح العمال والاجراء من خلال ابرام الصفقات المشبوهة مع السلطات الامنية والقضائية وتعاونهم المخزي مع ارباب المعامل ومالكي الابناك على حساب مصالح المستخدمين والعمال . الان سقط ما تبقى من الاقنعة وانكشف الصراع بين من يخدم مصلحة العمال والاجراء ومن يستخدمهم و يتاجر بماسيهم لمصلحته الشخصية. بعد الانحياز السافر للبروقراطية الفاسدة الى جانب من يستغل الطبقة العاملة وعموم الاجراء، لم يبق امام كل الديمقراطيات والديمقراطيين الغيورين على كرامة العمال والكادحين الا التكتل في جبهة عريضة ومضاعفة الجهود لتاطير وتوعية العمال والاجراء بالدور البئيس والخفي الدي تلعبه البيروقراطية الفاسدة في تمييع وتبخيس نضالاتهم وضمان توفير الشروط لاستغلالهم اكثر مقابل مكافئات يتوصلون بها من طرف البطرونا ومالكي الابناك ومديري المؤسسات. ان البيروقراطية المتنفدة ضالعة في ملفات فساد كبيرة لنهب المال العام يتم التستر عليها مقابل ولائها للتكتل الطبقي السائد واستعدادها للتعاون معه على تكسير كل الاشكال النضالية بما فيها اعتقال وتشريد وتجويع المحتجين وحتى سحقهم. ان اغلاق مقرات الاتحاد والاستنجاد بالسلطات القمعية هو قمة الجبن لان البيروقراطية ليست لديها حجج وقوة المنطق في اقناع المناضلين والعمال، لهدا تعتمد على منطق القوة بطبيعة الحال مستعينة بالسلطات المخزنية. ان مقرات الاتحاد انتزعها العمال بعرقهم ودمائهم فهي ادا ملكا لهم ولا يمكن ان تحتلها البيروفراطية مهما طال الزمن. ان الاغلاقات التعسفية للمقرات يمكن ان تعرقل نضالات العمال والاجراء لكن لايمكن ان توقفها. ان كل المؤشرات تدل على استفحال الازمة التي لا يبدو في الافق اي حل لها بل هناك تراجعات خطيرة سيتم اتخادها عن بعض المكتسبات التي تم تحققيها بفضل حركة 20 فبراير. و سوف لن يقف العمال وعموم الاجراء مكتوفي الايدي ينتظرون موتهم البطيء. ستعرف الاشكال النضالية العفوية منها والمنظمة تناميا مضطردا بكل تأكيد، فعلى كل الديمقراطيات والديمقراطيين ان يكونوا في الموعد لتاطير هده النضالات التي هي وحدها القادرة على فضح تواطؤات البيروقراطية العميلة وعزلها. ان المناضلين الديمقراطيين لقادرون على رفع هدا التحدي بالنظر الى المصداقية التي يحضون بها من طرف القواعد العريضة للعمال والاجراء من جهة وقدرتهم على تفكيك تحالفات وتنسيق اللوبي المشكل من السلطات المخزنية والباطرونا والبيروقراطية النقابية والمسؤول عن معاناة اوسع الجماهير الشعبية وفضح سياسته اللاشعبية امام هده القواعد من جهة ثانية. ان صمود الصف الديمقراطي بواسطة تعبئة العمال والاجراء في وجه الهجوم الممنهج الدي تشنه البيروقراطية بهدف ابعاد المناضلين الديمقراطيين لتستفرد بالعمال هو الحل الاوحد لاضعافها واستنزافها لانها غير قادرة لتحقيق المطالب الملحة للطبقة العاملة بل غير قادرة حتى على الحفاظ على المكتسبات التي حققوها بنضالاتهم المريرة. فالتشبث ادا بتوحيد نضال الطبقة العاملة في افق توحيد تنظيمها هوالحل و هو الهدف وليس المساهمة في التشتت النقابي او البحث عن سبل اقل ضراوة من التصدي للهجوم البيروقراطي. ان بقاء البيروقراطية الفاسدة جاثمة على صدور العمال تستمده من التعاون الوثيق مع السلطات المخزنية و الباطرونا و الدعم المادي الهائل الدي تحضى به من طرف هدا الاخطبوط لشراء بعض الذمم و استمالة بعض العمال ليكونوا جنودها. لكن مع استفحال الازمة سوف تكون عاجزة امام النضالات العديدة للعمال الواعين و المؤطرين الدين سيدركون سبب ماسيهم و خصوصا دور البيروقراطية المفسدة في التواطؤ المباشر فيما يتعرضون له يوميا من حرمان و بؤس و تفقير.