نسبت صحيفة الوطن المصرية للرئيس السابق حسني مبارك قوله ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما طالبه في خضم احداث الانتفاضة المصرية عام 2011 بتسليم السلطة لسياسيين بينهم المعارض البارز محمد البرادعي. ونقلت الصحيفة عن مبارك في مقتطفات تنشرها غدا الخميس قوله معلقا على احداث الانتفاضة الشعبية التي استمرت 18 يوما "لا أذكر اليوم تحديدا.. كانت هناك مظاهرات مستمر في ميدان التحرير.. اتصل بي الرئيس الأميركي باراك أوباما مرتين او ثلاثة.. وبصراحة لم اقبل ان ارد عليه".
وأضاف قائلا "في الأخير قررت ان ارد فسالني: كيف هي الأوضاع لديكم؟.. وقبل ان ارد بادرني اوباما: في رايي لابد ان تسلم البلد إلى مجموعة من السياسيين منهم محمد البرادعي، فقلت له هل هذا الكلام انت من يقوله؟ فقالك نعم".
واصبح البرادعي من ابرز وجوه المعارضة بعد عودته الى مصر عقب انتهاء عمله مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
ونشرت الصحيفة المستقلة بموقعها الالكتروني الاربعاء ما قالت إنه الحلقة الاولى من تسجيلات صوتية مع الرئيس السابق أجراها مصدر لم تنشر اسمه اعتاد التردد عليه في محبسه.
كما نقلت الوطن الاربعاء عن مبارك الذي حكم مصر لثلاثة عقود قوله إن واشنطن كانت تريد الحصول على قواعد عسكرية في مصر بأي ثمن وإنه كان يرفض هذا دائما.
ونقلت عنه قوله إن وزير الدفاع الراحل عبد الحليم ابوغزالة أبلغه ذات مرة بأن الولاياتالمتحدة طلبت قاعدة عسكرية في مصر وإنه وافق فرد عليه مبارك "أنت لا تملك السلطة لتوافق على ذلك ولا انا املكها.. مثل هذا القرار لا تملك لا انت ولا انا القدرة على اتخاذه".
وكان مبارك قد أقال ابو غزالة عام 1989 من منصب وزير الدفاع الذي شغله منذ عام 1981.
وأطاحت انتفاضة شعبية بمبارك في فبراير شباط عام 2011 وظل منذ أكثر من عامين محبوسا على ذمة تحقيقات وقضايا وجهت اليه فيها اتهامات بالفساد وقتل متظاهرين.
وتابع مبارك أن الاميركيين "كانوا يريدون قواعد بأي ثمن" وأن واشنطن طلبت أكثر من مرة قواعد في غرب القاهرة وبرج العرب قرب الاسكندرية وأنه خلال زيارة رسمية للولايات المتحدة التقى وزير الدفاع الاميركي الذي أبلغه بدوره بأن ابو غزالة وافق على القاعدة العسكرية.
ورد مبارك قائلا "الدستور المصري لا يسمح بذلك لا لأبوغزالة ولا لي شخصيا.. هذا الامر يحتاج إلى موافقة البرلمان المصري وحتى لو وافق البرلمان فإنه لابد من استفتاء شعبي ثم اقفلت النقاش في الموضوع عليهم."
وسئل الرئيس السابق عن دور الولاياتالمتحدة واسرائيل فيما يحدث الآن في مصر والمنطقة العربية فقال إن كل ما يهم اميركا هو ضمان أمن اسرائيل في الأساس "على مدى عقود هم يحاولون الضغط على العرب من اجل هذا الهدف".
وقال إن واشنطن طلبت في عام 2006 أو 2007 تردد إف إم للقاهرة الكبرى ورفض وزير الاعلام طلبها.
القاهرة - وكالات وأضاف مبارك "جاءني السفير الاميركي وقال اعطيني تردد اف ام لأن واشنطن حجزت 270 مليون دولار من لمعونة مصر بسبب هذا الموضوع فقلت له خلي المعونة عندكم.. لا نريدها وبعد ذلك بخمسة عشر يوما أرسلوا المئتين وسبعين مليون دولار.. طبعا كانوا يريدونتردد اف ام من اجل التجسس ومراقبة كل شيء."
وقال إن الولاياتالمتحدة أرادت أيضا إقامة شبكة الكترونية للقوات المسلحة لكنه رفض خوفا من التجسس الاسرائيلي والاميركي.
وكشف متعاقد مع وكالة الامن القومي الاميركية هذا الشهر عن برامج مراقبة اميركية سرية عبر الهاتف والانترنت مما اثار ضجة داخل الولاياتالمتحدة وخارجها.
وقال مدير الوكالة الجنرال كيث الكسندر ان تلك البرامج ساعدت في منع اكثر من 50 هجوما محتملا منذ هجمات سبتمبر/ايلول 2001 .
وقال اوباما في كلمة في المانيا الاربعاء ان واشنطن لا تتجسس على البريد الالكتروني للمواطنين العاديين.
وقال مبارك عن تنحيه "بالمناسة أنا اتخذت قرار التنحي بنفسي ولم يضغط علي أحد وكان في استطاعتي ان استمر في الحكم لكنني قررت التنحي حفاظا على أرواح الناس وعدم إراقة الدماء" لكنه رفض الحديث عن ما حدث وقت الانتفاضة. وقال "انا لا أحب أن اتكلم في هذا الموضوع.. المسألة مرت."
ورفض مبارك الحديث عن دور المجلس العسكري في الانتفاضة وقال عن وزير الدفاع آنذاك محمد حسين طنطاوي "لو كنت أقلته ايامها.. لكان الناس قالوا عنه إنه بطل... كان الشعب سيقول اني طلبت منه أن يضرب الناس بالسلاح لكنه رفض."