لم تتوصل دول الاتحاد الأوروبي إلى قرار موحد في مسألة ادراج الجناح العسكري لحزب الله في قائمة الاتحاد للمنظمات الارهابية، بالرغم من تجدد المباحثات في هذه المسالة، كما قالت مصادر دبلوماسية اليوم الخميس لوكالة الصحافة الفرنسية. ففي اجتماع عقد أمس الاربعاء بدعوة من بريطانيا، وهو الثاني خلال حزيران (يونيو) الجاري، عجز خبراء استراتيجيون من 27 دولة تشكل الاتحاد الأوروبي عن تحقيق إجماع أوروبي لوضع قرار ادراج حزب الله على القائمة السوداء موضع التنفيذ، بعدما اصطدم القرار بمعارضة نمساوية وتشيكية، بحسب ما أسر دبلوماسيين أوروبيين، فضلوا عدم البوح بأسمائهم.
لا إجماع
وهكذا، لم يتم إدراج حزب الله في القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي، التي تضم حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) ومنظمة القوات الثورية الكولومبية المسلحة (فارك)، اللتين تعرضتا لتم تجميد ارصدتهما في العالم. لكن بريطانيا وهولندا هما الدولتان الوحيدتان من بين دول الاتحاد الأوروبي اللتان تدرجان حزب الله على قوائمهما للمجموعات الارهابية.
وجرت المحادثات الأوروبية المغلقة في اطار لجنة سي بي 931، في اطار مراجعتها الدورية لقائمة الاتحاد الأوروبي السوداء.
والجدير ذكره أن قرار إدراج الجناح العسكري لحزب الله في القائمة الأوروبية السوداء ليس جديدًا، فالمسألة قيد البحث منذ أشهر، بعدما اتهمت السلطات البلغارية حزب الله بدور في هجوم جرى خلال العام الماضي، مستهدفًا سياح اسرائيليين في بورغاس البلغارية، وبعدما حكمت محكمة قبرصية بالسجن اربع سنوات على عضو في حزب الله في آذار (مارس) الماضي، بعدما ادانته بالتخطيط لشن هجمات على مصالح أميركية وإسرائيلية في الجزيرة.
لطالما وقفت فرنسا بوجه المطالبات الأميركية لألاتحاد الأوروبي باتخاذ هذا القرار، في مسعى دولي لتضييق الخناق على حزب الله، خصوصًا أن الولاياتالمتحدة تدرج الحزب على قائمتها السوداء للمنظمات الارهابية منذ العام 1995، بعد سلسلة من الهجمات المعادية للولايات المتحدة ومن بينها تفجير السفارة الاميركية وثكنات قوات المارينز في بيروت في الثمانينات.
وكانت لقاءات عديدة جمعت مسؤولين فرنسييين وآخرين من حزب الله في السفارة الفرنسية في بيروت. وبرر الفرنسيون هذه اللقاءات بأن حزب الله يستمد شرعيته اللبنانية من قاعدة شعبية صوتت له في انتخابات نزيهة، وأوصلت نوابه إلى البرلمان، ووزراءه إلى حكومات لبنانية متعاقبة. إلى ذلك، تخوف الفرنسيون من أن يؤدي ذلك القرار إلى زعزعة استقرار لبنان.
إلا أن فرنسا انصاعت أخيرًا للطلب الأميركي، بعد انخراط حزب الله علانية في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري، فدعمت إلى جانب ألمانيا وهولندا بريطانيا سعيًا أوروبيًا لإدراج حزب الله في القائمة الأوروبية للمنظمات الارهابية.
غير أن دبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي قالوا أمس إن معارضي القرار، كما كانت فرنسا سابقًا، يخشون من أن تؤدي الخطوة الى المس باستقرار سيساي هش يتمتع به لبنان حتى الآن، بالرغم من وقوعه فريسة تداعيات الأزمة السورية. ورأوا من الصعب تطبيق هذا القرار، فالتفريق بين جناحي حزب الله العسكري والسياسي أمر سهل نظريًا لكنه في غاية الصعوبة عمليًا.