شكلت المكتسبات التي حققتها الأقاليم الجنوبية للمملكة في المجالين الديمقراطي والاقتصادي، والتي تتعارض مع الوضعية الهشة التي تسود بمخيمات تندوف، محور مائدة مستديرة نظمت اليوم الأربعاء بواشنطن مع مسوؤلين بمجموعة التفكير الأمريكية (وودروو ويلسون إنترناشيونال سانتر فور سكولارز). بهذه المناسبة، عبرت حجبوها الزبير، التي جاءت ضمن وفد من الأقاليم الجنوبية للمملكة يزور حاليا العاصمة الفيدرالية الأمريكية، عن الإرادة القوية الرامية إلى تطوير وعصرنة هذه الأقاليم، حيث تم إنجاز استثمارات كبيرة، لا سيما في مجال التجهيزات الأساسية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. وأبرزت السيدة الزبير، وهي عضو بالمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس)، التناقض التام القائم بين مظاهر التنمية والتطور التي تشهدها الاقاليم الجنوبية والوضع الهش السائد بمخيمات تندوف، حيث تفتقد أبسط حقوق الأساسية، وتعم أجواء الرعب التي تفرضها قيادة الانفصاليين. وأكدت ، في هذا الصدد، على أهمية التوصل إلى حل سياسي للنزاع القائم حول مغربية الصحراء من أجل الاستجابة إلى الانتظارات السوسيو اقتصادية للساكنة المحلية، وقطع الطريق على الجماعات المتطرفة والإرهابية التي ترغب في زعزعة استقرار المنطقة. ومن جهتها، وجهت البرلمانية الشابة رقية الدرهم، نداء إلى المجموعة الدولية للتدخل الفوري أمام هذه الوضعية الإنسانية المقلقة التي تسود بمخيمات تندوف، مؤكدة أن الوضع الهش بهذه المخيمات، التي تظل مغلقة ومعزولة عن باقي العالم، يشكل "إهانة" للإنسانية جمعاء. وسلطت الضوء على أجواء الانفتاح والحرية التي تسود المغرب، لا سيما بالأقاليم الجنوبية للمملكة، مؤكدة أن كافة المواطنين، بما فيهم النساء، منخرطون في الحياة السياسية والاجتماعية على المستويين الوطني والمحلي، ويتمتعون بكافة الحقوق والحريات العامة التي يكفلها الدستور. ومن جانبه، أدان حمدي الشريفي، الفاعل في مجال حقوق الإنسان، "مناورات" البوليساريو ، الذي "تستغل الوضع السوسيو اقتصادي لبعض الفئات الصحراوية لغايات دعائية ولزعزعة الاستقرار". ومن جانب آخر، أعرب شقيق المناضل الصحراوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، الذي يخوض إضرابا عن الطعام أمام مقر ممثلية المفوضية العليا للاجئين بنواكشوط منذ 32 يوما، والذي نقل إلى المستشفى مساء أمس الثلاثاء بعد تدهور وضعه الصحي، عن إدانته للوضع الإنساني لأخيه الدي منعته (البوليساريو) من الالتحاق بعائلته. كما أعرب محمد الشيخ الإسماعيلي عن إدانته ل"تجاهل" و"لامبالاة" المفوضية العليا للاجئين لوضعية شقيقه، الذي "يناضل من أجل هدف إنساني نبيل يتمثل في الاجتماع بعائلته وذويه".وقال إنه "ينبغي على الذين يدعون الدفاع عن حرية التعبير وحقوق الإنسان أن يهبوا إلى مساعدة أخي، الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ 20 ماي الماضي"، مؤكدا أن مصطفى سلمة "لم يطالب إلا بحقه في التواجد مع عائلته، التي حرمته منه البوليساريو".وكان مصطفى سلمو ولد سيدي مولود قد تعرض للاختطاف في 21 شتنبر 2010 من قبل ميليشيات البوليساريو عند وصوله إلى المعبر الحدودي المؤدي إلى مخيمات تندوف، انطلاقا من الأراضي الموريتانيية، حيث كان يعتزم الالتحاق بأسرته.وقد تم احتجازه في مكان سري لأنه عبر، خلال زيارته للمغرب، عن تأييده للمقترح المغربي للحكم الذاتي كحل جدي وذي مصداقية قادر على تسوية نزاع الصحراء المفتعل.ويخوض ولد سيدي مولود إضرابا مفتوحا عن الطعام أمام مقر ممثلية المفوضية العليا للاجئين بنواكشوط، للمطالبة بتقنين وضعيته، خصوصا حقه في الالتحاق بأسرته والحصول على جواز سفر.على صعيد آخر، عقد الوفد الصحراوي مباحثات بمقر الكونغرس الأمريكي، خصوصا مع عضوي الكونغرس تراي ريدل، وأندير كرينشاو. ومن المقرر أن يعقد الوفد لقاءاءت أخرى بالخارجية الأمريكية وبمجلس الأمن القومي، إضافة إلى لقاءات مع وسائل الإعلام ومجموعات التفكير الأمريكية.