تم أول أمس الثلاثاء، تنظيم وقفة أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالرباط تضامنا مع مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 20 ماي بنواكشوط. ورفع المشاركون في هذه الوقفة، التي نظمتها لجنة العمل من أجل مساندة مصطفى سلمة ولد سيدي مولود ،وشاركت فيها عدد من المنظمات غير الحكومية، لافتات تدعو إلى تمكين هذا الأخير من أبسط حقوقه الإنسانية والمتمثلة في السماح له بالالتحاق بعائلته بمخيمات تندوف، بعد منعه من ذلك من طرف البوليساريو . وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة العمل من أجل مساندة مصطفى سلمة ولد سيدي مولود في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذه الوقفة تروم بالدرجة الأولى «مؤازرة مصطفى سلمى» في محنة الإضراب عن الطعام، وتحسيس الرأي العام الدولي بمعاناة شخص يناضل من أجل حق من الحقوق الكونية الأساسية المتعلق بالحق في رؤية أبنائه . أما فوزي رحيوي رئيس الجبهة الوطنية للوحدة الترابية، فندد ب»الممارسات والمناورات اللامشروعة ل (البوليساريو) في حق كل المحتجزين بمخيمات تندوف وعلى رأسهم مصطفى سلمى ، الذي يعاني اليوم الأمرين بسبب تعبيره عن رأيه الداعم لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لإنهاء النزاع المفتعل بالأقاليم الجنوبية الصحراوية «. وأشار إلى أن «المجتمع المدني يقظ ومستعد للعمل والاشتغال على هذا الملف وفق التوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس». من جهته،أكد رشيد السالمي عن منظمة «اليمامة البيضاء» أن هذه المنظمة ،بمشاركتها في هذه الوقفة، تدافع عن حق دعت إليه جميع المواثيق الدولية. وبهذه المناسبة سلمت كل من « لجنة العمل من أجل مساندة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود « و منظمة «اليمامة البيضاء « و «الحركة الدولية لدعم استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية» و» الجبهة الوطنية للوحدة الترابية» رسائل احتجاج إلى المسؤول بمكتب المفوضية بالرباط . يذكر أن اليمامة البيضاء كانت قد سلمت نسخة من نفس الرسالة للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس بجنيف. وقد سلم هذه الرسالة ممثل المنظمة بجنيف النائب البرلماني مارك فالكي. من جهته استنكر الناشط الصحراوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، الذي يخوض منذ تسعة أيام إضرابا عن الطعام، يوم الثلاثاء، صمت الإعلام والمجتمع المدني بإسبانيا على معاناته المستمرة منذ أزيد من سنتين، معربا عن أمله في ألا يكون هذا الصمت عبارة عن رسالة دعم «للنظام الشمولي» في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري. وفي تصريح مكتوب توصل به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد، قال مصطفى سلمة، المبعد منذ أزيد من سنتين ونصف من مخيمات تندوف بالجزائر إلى موريتانيا، والذي يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام أمام مكتب ممثلية المفوضية السامية لغوث اللاجئين بالعاصمة نواكشوط، «لا أريد أن يكون صمت المجتمع المدني والإعلام الإسباني عن قضية منعي من التعبير عن رأيي وإبعادي رسالة بأنهم يصطفون إلى جانب نظام شمولي ، يمنع تأسيس الجمعيات ويمنع حرية التعبير ويقمع كل من يخالفه الرأي». وكان مصطفى سلمة، الذي عبر علانية عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي وعزمه العودة إلى مخيمات تندوف لإقناع الصحراويين بوجاهته، قد تعرض للسجن والتعذيب من قبل السلطات الجزائرية و»البوليساريو»، قبل أن يتم ترحيله نحو موريتانيا، الأمر الذي أدانه المجتمع الدولي قاطبة. وكان هذا الناشط الصحراوي قد أكد أنه قرر الإضراب عن الطعام بموريتانيا بعد أن استنفد كل وسائل المخاطبة القانونية مع الجهات المعنية بتسوية وضعيته، إن على مستوى هيئات مفوضية غوث اللاجئين، أو السلطات الموريتانية، منذ ولوجه التراب الموريتاني بتاريخ 30 نونبر 2010، مشيرا إلى أنه لم يتوصل برد إيجابي بخصوص حقه وحق عائلته في الاجتماع في ظروف طبيعية، وحقه في الحصول على جواز سفر. وأضاف أن هذا القرار يأتي «في انتظار أن تفي مفوضية غوث اللاجئين بالتزامها في إيجاد حل يلم شمل عائلتي التي كتب عليها الفراق منذ أزيد من سنتين ونصف، بعد منعي من العودة إلى أبنائي في مخيمات اللاجئين الصحراويين فوق التراب الجزائري و نفيي إلى موريتانيا». وحمل مصطفى سلمة الجهات المعنية التي اضطرته لاتخاذ هذا الموقف «بسبب مماطلتها في البحث عن حل وتجاهلها للوضع غير الإنساني الذي أعيشه ويعاني أبنائي من تبعاته، مسؤولية ما قد يترتب عنه من مضاعفات سلبية»، مناشدا ذوي الضمائر الحية في العالم دعم حق أسرته في الاجتماع به وحقه في التنقل. وكان مصطفى سلمة ولد سيدي مولود قد اختطف يوم 21 شتنبر 2010 من طرف مليشيات «البوليساريو» لدى وصوله إلى نقطة الحدود المؤدية إلى مخيمات تندوف التي قدم إليها من التراب الموريتاني واحتجز في مكان سري، بعد أن عبر، خلال زيارته للمغرب، عن «دعمه الصريح» للمقترح المغربي الرامي إلى تسوية النزاع في الصحراء على أساس حكم ذاتي في إطار السيادة المغربية. لكن سرعان ما أطلق سراحه وتم تسليمه للمفوضية السامية لغوث اللاجئين بموريتانيا بعد حملة دولية واسعة النطاق للإفراج عنه.