على بضعة أيام من اجتياز امتحانات البكالوريا ، و بعد سنة مضنية من العمل و الكد و التعب ، و أمام الهالة الإعلامية المسلِّطة أضواءَها على هذا الامتحان الوطني ، تنتابُ تلاميذَنا حالةٌ من الترقب و الانتظار و كثرة الحديث حول ما قبل و ما بعد البكالوريا ، خاصة أن القيمة الكبرى لهذا الامتحان – كونه قاطرة بين التعليم المدرسي و التعليم العالي تجعل تلاميذنا مشدوهين للمراحل القبلية و البعدية لامتحان البكالوريا ، فترى مجموعة كبيرة منهم في هذه الأيام يتهافتون على ملخصات الدروس ، و كثرة التمارين و التطبيقات ، و في أحايينَ أخرى على استنساخ أوراق صغيرة مزركشة بملخصات الدروس التي صعُب عليهم استيعابُها و فهمُها داخل أقسامهم ، ليكون موعد 11 يونيو حاسما إن لم نقل تاريخيا يفصل بين سنين مديدة منذ السنة الأولى من التعليم الابتدائي ، و من التعليم الثانوي الإعدادي و التأهيلي ، و بين آفاق أخرى سيلجها طلاب و طالبات ، و سيفتحون بها أبوابا أخرى تحقق طموحات كانت مجرد أحلام في وقت مضى و انقضى . حديثي سينصب على ما قبل و ما بعد امتحانات البكالوريا ، كون النتيجة السديدة محصلةً لمقدمات سليمة و صحيحة ، أما المآل الفاشل فما هو إلا نتيجة مقدمات غيرِ سليمة و صحيحة البتة ، و من ثم ليس غريبا أن نجد محصلات الامتحانات الدوريةَ بائسة ، في أغلب السنوات الدراسية ، فترى إجاباتٍ متعثرةً و ضعيفةً غايةَ الضَّعْف ، و استنتاجاتٍ مجانبةً في كثير من الأحيان للصواب ، و إجابات تضرب أخماسا في أسداس ، و كأنها تعبر عن أمخاخ لم تمتلئْ بمعين معرفة لم تتلقها فقط في سنة الباكالوريا ، و لكن منذ بداياتها الأولى في تعلم أبجديات العلم و المعرفة ؛لأن مقدمات هذه النتائج لم تنبنِ على أساس صحيح و سليم . إذاً فنحن بصدد الحديث عن أزمة البكالوريا إن شئنا أن نقول ، أزمةٍ لم تأتِ أبدا في الظرفية الراهنة ، بل هي نتيجة تراكمات كثيرة تبدأ من أزمة المناهج التعليمية و ضرورة إيجاد بدائل لها ، و من المشاكل الجمة التي تعانيها المدرسة المغربية ، و التي لا تخفى على أي قاصٍ أو دان خَبِرَها ، و درس في حجراتها ، أو تخرج منها ، أزمةٍ عادت سلبا على ميادين الشغل ، فلا عجب أن لا نجد كفاءاتٍ متميزةً في الصحة أو التعليم أوspan sty