- اضرمت النيران في اكثر من عشر سيارات ومدارس ومتاجر بالإضافة الى مخفر للشرطة بينما سادت اعمال الشغب في الأحياء التي يتركز فيها المهاجرون في ستوكهولم لليلة الخامسة على التوالي، حسبما افادت الشرطة واجهزة الاطفاء الجمعة. واثارت اعمال الشغب التي هزت صورة السويد كامة مسالمة تعتمد المساواة، جدلا واسعا حول اندماج المهاجرين الذين يمثلون 15% من السكان.
ويعاني قسم كبير من المهاجرين الوافدين للاستفادة من سياسة اللجوء المتسامحة، لتعلم اللغة والعثور على وظائف وذلك على الرغم من عدة برامج حكومية لهذه الغاية.
وارسلت اجهزة الاطفاء الى اكثر من 70 موقعا خلال الليل الى ستوكهولم وضواحيها من اجل اخماد الحرائق المشتعلة في السيارات ومستوعبات الشحن والمباني ومن بينهما ثلاث مدارس، بحسب ما اوردت هيئة الاطفاء على صفحتها في تويتر.
الا ان ليل الخميس الجمعة كان اكثر هدوءا من الليل السابق عندما انتشرت سيارات الاطفاء على اكثر من تسعين موقعا، كما اشار المتحدث باسم الشرطة كيال ليندغرين الى "تراجع في حدة" اعمال العنف.
وقال ليندغرين انه تم توقيف 13 شخصا تتراوح اعمارهم بين 17 و26 عاما، لكن دون الإشارة الى وقوع اصابات.
وفي رينكبي التي تعيش فيها غالبية من المهاجرين، سارع رجال الاطفاء لإخماد النيران التي اتت على ست سيارات مركونة الى جانب بعضها البعض.
وافاد مصور لوكالة فرانس برس في المكان ان خمس سيارات دمرت بشكل كامل بينما تعرضت السيارة السادسة لإضرار اقل.
واحرقت ثلاث سيارات اخرى في ضاحية نورسبورغ بالإضافة الى مخفر للشرطة في اليفسيو الا ان النيران اخمدت على الفور.
واشار رجال الاطفاء الى ان حريقا اشعل في مدرسة في ضاحية تينستا التي يسكنها مهاجرون، وايضا في دار حضانة في ضاحية كيستا، الا ان الحريقين اخمدا بشكل سريع.
وافادت الشرطة في بلدة سودرتيليي (جنوبستوكهولم) ان مثيرين للشغب القوا حجارة على عناصر الشرطة الذين ارسلوا الى المكان بعد ورود تقارير بإشعال نيران في سيارات.
وامتدت النيران من سيارة في ضاحية يوردبرو الى احد المراكز التجارية تعرض لأضرار جسيمة قبل ان تتمكن اجهزة الاطفاء من اخماد الحريق.
ويبدو ان الاضطرابات التي بدات الاحد في ضاحية هاسبي مردها الى اطلاق الشرطة النار على رجل (69 عاما) من سكان هذه الضاحية كان يحمل ساطورا في الشارع مما ادى الى مصرعه الاسبوع الماضي.
وفر الرجل الى شقته حيث قالت الشرطة انها حاولت التوسط معه لكن الامر انتهى بإطلاق النار عليه ومقتله في ما اشارت اليه بان دفاع عن النفس.
وقال سكان محليون ان اطلاق النار اثار الغضب بين شبان ادعوا انهم تعرضوا لأعمال عنف من قبل الشرطة.
وخلال الليلة الاولى من اعمال الشغب، قال الناشطون ان الشرطة نعتتهم ب"المتشردين والقرود والزنوج".
من جهته، صرح رئيس شرطة ستوكهولم ماتس لوفينغ الجمعة ان منفذي اعمال الشغب هم من الشبان المحليين.
واضاف لاذاعة السويد "هناك ايضا بينهم مجموعة صغيرة من المجرمين المحترفين الذي يستغلون الوضع لارتكاب جرائم مثل هذه".
وحاولت الشرطة التقليل من اهمية الاحداث ونطاقها.
وكان نائب رئيس شرطة ستوكهولم اولف يوهانسون صرح الخميس "كل جريح يشكل مأساة وكل سيارة محترقة اشارة الى فشل المجتمع.. لكن ستوكهولم لا تحترق وعلينا النظر الى الوضع بموضوعية".
واعتبر خبير علم الاجتماع في جامعة مالمو ايي كارلبورن ان سكان المناطق ذات الغالبية من المهاجرين غالبا ما يعيشون معزولين عن سائر اطياف المجتمع السويدي.
واضاف كارلبورن ان "العيش منذ الشباب في اماكن تعاني من التمييز يمكن ان يكون صعبا للغاية من نواح عدة.. قد لا يكون هناك اي اتصال مع غيرهم من السكان وفي غالبية الاحيان لا اعتقد ان لديهم ادراك كاف للمجتمع السويدي".
وعلى سبيل المثال، فان 80% من سكان ضاحية هاسبي البالغ عددهم 12 الف شخص هم من المهاجرين.
وباتت السويد بفضل سياسة الهجرة الليبرالية التي تعتمدها احدى ابرز الوجهات التي يقصدها المهاجرون الى اوروبا سواء بشكل عام او بالقياس الى مساحتها.
وفي العقد الماضي، استضافت السويد مئات الاف المهاجرين من العراق وافغانستان وسوريا والصومال والبلقان ومن دول اخرى ايضا.
وفي عام 2010، شهدت ضاحية رينكبي اعمال عنف لليلتين على التوالي، بينما اثار مئات الشبان في عام 2008 اعمال شغب ضد الشرطة في مالمو (جنوب) احتجاجا على اغلاق مركز ثقافي اسلامي.
ونسب وزير الاندماج الحالي اريك اولينهاغ اعمال العنف الحالية الى ارتفاع نسبة البطالة والعزلة الاجتماعية في المناطق ذات الغالبية من المهاجرين في البلاد.
وفي هاسبي، بلغت نسبة البطالة الاجمالية 8.8% في 2012، مقارنة مع 3.3% في ستوكهولم، بحسب الارقام الرسمية