مسافرون رهائن وإغماءات وسط المعتمرين بمطار هواري بومدين تسبب إضراب مفاجئ لطياري الخطوط الجوية الجزائرية، أمس في احتجاز الآلاف من المسافرين، على مستوى الخطوط الداخلية والخارجية، مما أدى إلى حالات إحباط وإغماءات وسط المسنين والنساء، خاصة المتوجهين إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة، حيث أسفر هذا الوضع عن تأجيل عشرات الرحلات احتجاجا من الطيارين على تدني الرواتب والحوافز المالية وظروف العمل. وقد شل طيارو الجوية الجزائرية، حسب ما وقفت عليه "الشروق" أمس، كل الرحلات على مستوى مطار هواري بومدين، سواء تعلق الأمر بالرحلات الدولية أم الداخلية بين الولايات. وهو ما جعل المسافرين على متن الخطوط الجوية الجزائرية يفترشون الأرض ويحتمون بسقف قاعة الانتظار لما يزيد عن 10 ساعات كاملة من الانتظار، مما خلق حالة تشنج واحتقان وسط المسافرين، سيما ممن التحقوا بالمطار منذ الساعة الثالثة من صباح أمس، بينهم عائلات بكامل أفرادها قدموا من نواح متعددة من البلاد، بغرض العودة إلى موطن إقامتهم بالمهجر على متن رحلات الجزائرية، فيما سجلت حالات إغماء وسط المسافرين، خاصة كبار السن والمرضى، مما أدى إلى نقلهم على جناح السرعة إلى المستشفى. وأبدى عدد من المسافرين، بمطار هواري بومدين، امتعاضا كبيرا من الوضعية التي عاشوها منذ الخامسة صباحا. وقد كان العشرات من المواطنين ينتظرون، في طوابير لا متناهية، رحلاتهم المتأخرة دون أن يتم إشعارهم بإلغائها كلية. وهو ما جعلهم في حالة من التذمر والإحباط بعد إعلان تأجيل الرحلات في اللوحات الإعلانية للمطار، في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن تأخر عدد هام من الرحلات، خاصة الدولية التي كانت متجهة نحو كل من مطارات برشلونة، ليون، مدريد، لندن، باريس، شارل دوغول، أورلي، مرسيليا، ميتز، تولوز، جنيف، تونس، المغرب وإيطاليا. وهو ما يعطي نظرة سيئة عن طريقة التعامل مع المسافرين الذين لم يفهموا الحقيقة بسبب تأجيل الرحلات بطريقة فجائية وعدم حضور أي مسؤول للاستماع إلى انشغالاتهم على حد تعبيرهم . ولم يختلف الوضع كثيرا في قاعة الخطوط الداخلية، إذ احتج بعض المسافرين من الوضع الاستفزازي، مما أدى إلى تدخل عناصر الأمن لتهدئة الوضع، فيما أكد بعض المسافرين أنهم وقعوا رهائن طياري الخطوط الجوية، واعتبروا ذلك غير منطقي، بسبب دخول هؤلاء في إضراب فوري من دون إبلاغ المسافرين مسبقا. من جهتهم، قال عدد من الطيارين أمس، إنهم يتخبطون في جملة من المشاكل التي طالبوا بحلها لأكثر من مرة، غير أنهم لم يتلقوا أي جواب من قبل المسؤولين بالجوية الجزائرية. وطالبت النقابة الوطنية المستقلة خلال لقائها بالرئيس المدير العام للجوية الجزائرية، محمد الصالح بولطيف، بقاعة الاجتماعات بمطار هواري بومدين، أمس بإيجاد حلول سريعة لجملة مطالبها والمتمثلة أساسا في التوقيع على اتفاقية جماعية تتضمن تسعة بروتوكولات والتي لم يتم تطبيقها على أرض الواقع منذ سنة 2011، إلى يومنا هذا، قبل أن يتم وضع النقاط على الحروف لوقف الإضراب ومواصلة الرحلات الجوية.
الطيارون يطالبون ب 10 تذاكر مجانية وقرض ب 500 مليون رفضت النقابة الوطنية المستقلة للطيارين التي تبنت الإضراب وشلت معظم الرحلات الجوية، أمس، انطلاقا من مطار هواري بومدين الدولي، الكشف عن جملة مطالبها بشكل واضح، وبقيت هواتف القيادة والأمين العام، عبد المجيد حمزة، ترن دون رد. وكشفت مصادر نقابية ومسؤولة ل "الشروق" عن مطالب معلنة من قبل النقابة المستقلة تدخل في إطار "الرفاهية"، حيث طالبت برفع التذاكر المجانية من ثلاثة إلى 10 تذاكر سنويا للطيارين ولأفراد عائلاتهم، مع صرف قرض اجتماعي من لجنة المساهمة بقيمة 500 مليون سنتيم، علما أن الشركة تضمن تذاكر بتخفيضات 50 بالمائة للعاملين بالشركة دون حدود، مع ثلاث تذاكر سنوية مجانية 100 بالمائة وتذكرتين بنسبة تخفيض 75 بالمائة. كما ألحت النقابة المستقلة للطيارين على تحسين شروط ونظام العمل، رغم أن رواتب الطيارين في حدود 60 مليون سنتيم في الظرف الحالي. وهي رواتب تضاهي رواتب أعضاء الحكومة بمنصب وزير، ويأتي ذات الاحتجاج في ظل غياب المركزية النقابية وعدم اكتراثها بالوضع الاجتماعي لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، حيث رفضت نقابة سيدي السعيد إعادة الندوة الوطنية الانتخابية كما أغفلت تجديد النقابة المنتهية عهدتها في 18 فيفري الماضي. وقد وجدت النقابات المستقلة الثلاث التي تمثل فقط 3 آلاف منخرط من أصل 10 آلاف و200 عامل في الجوية الجزائرية، فرصة فرض منطقها وشل المطار، في ظل غياب المركزية النقابية التي لا تنوي إعادة الهيكلة وإجراء الانتخابات.