انشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي من سوريين وعرب بمعرفة الاسباب وهوية المستفيد من وراء الغارات الاسرائيلية التي طالت مواقع داخل سوريا خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي. ونشطت التحليلات وتراشق الاتهامات لمعرفة من المستفيد من وراء هذه الغارات. ما كاد الخبر ينتشر وقبل التوقف للسؤال عن عدد الضحايا او الاماكن المستهدفة، انطلقت التحليلات لمعرفة الدافع وراء قيام إسرائيل بالغارات ولصالح من. فشهدت المواقع الاجتماعية حربا ضروسا بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه، من دون ان يقتصر الامر على السوريين فقط.
في وقت حرص البعض على التذكير بأن إسرائيل "تبقى العدو ولن يتغير ذلك" ... "لا يعرفون الفرق بين كراهية بشار الذي نتفق عليها.. والعداء لإسرائيل.. لا يعرفون معنى ان تضرب اسرائيل سوريا وليس بشار."
ضربة استباقية ام بالتنسيق مع النظام؟ كشفت ردود الفعل على أن ما قامت به إسرائيل يكشف عن عمق الهوة في العالم العربي حتى بين الشعب الواحد، فحملت الفرح والحرج في الوقت نفسه لان الضربات المنشودة جاءت على يد العدو. وحتى ردات الفعل الغاضبة لم ترشق سهامها باتجاه إسرائيل، بل نحو الشقيق العدو.
معارضو النظام اعتبروا ان الهدف من هذه الغارات هو إستباقي ولحماية امن إسرائيل "سؤال: لماذا قصفت اسرائيل مستودعات الذخيرة لدى النظام؟ أليس خوفاً من أن تصبح الأسلحة الكيمائية وغيرها في أيدي الثوار؟ ألا يعني ذلك أن اسرائيل كانت في امان طوال تلك السنين مع عصابة الاسد؟ الا يعني ان العصابة هي حليف لاسرائيل"...." في اسلحة كبيرة وثقيلة كان هيحصل عليها الثوار في سوريا ، وعلشان متوصلش في ايد الثوار والجيش الحر لذلك ضربت اسرائيل هذه المواقع ودمرت الاسلحة".
"المعارضة تستنجد بإسرائيل" في وقت اعتبر مؤيدو النظام ان التدخل الاسرائيلي المكشوف في سوريا جاء بعد تيقن إسرائيل ان عملاء الداخل لن يتمكنوا من حسم المعارك لصالحها.
"بعد خلط الجيش الحر بجبهة النصرة وبعد حرف مسار الثورة لم يبقى أمام الساعين لتدمير سوريا إلا الاستنجاد بإسرائيل... بقي أن نعرف كم دفعت قطر ثمنا للصواريخ الاسرائيلية التي ضربت دمشق !!!!"
كما تناقل عدد من التونسيين من رواد الفيسبوك حوارا قصيرا ساخرا: "سؤال بريء: لماذا تضرب اسرائيل دمشق في هذا التوقيت؟؟
جواب: لان المرتزقة على الارض فشلوا في حسم الموقف لصالحها. هل عرفتم من يقود الربيع العربي؟ هل عرفتم من يحكمنا؟؟"
لا محل للفرح او الشماتة؟ كان هناك اختلاف واضح بردود الفعل على الغارات، وانتقادات للفرحين بها. "أنا أفرح لغارات إسرائيل على نظام بشار.. أرجو أن تستمر، ليس حبا في إسرائيل طبعا فكلاهما نظامان مجرمان محتلان نسعى لتحرير بلادنا منهما".
فردت مغردة "لن اعلق، لكن راجع نفسك..."...." رداً على بعض المنتشين بالعدوان الإسرائيلي.. لأننا نحب الشعب السوري.. نرفض العدوان."
صفحة "قالوا علينا شباب فرافير واحنا اللي عملنا التغيير" نقلت عن احمد فؤاد نجم قوله " إللي مبسوط بالغارة الاسرائيلية على سوريا بس لأنه بيكره بشّار.. زيّ اللي سايب امه بيغتصبوها علشان ينتقم من أبوه".
كما علق الاعلامي السوري فيصل القاسم على صفحته على الفيسبوك على الامر بالقول "للفرحين بالعدوان الاسرائيلي على سوريا: ايها المغفلون: إسرائيل لا تدمر من اجلكم بل من اجلها".
حق الرد والرسالة الامريكية عكست بعض التغريدات والتعليقات القلق مما قد يترتب على الغارات الاسرائيلية الاخيرة من رد سوري وايراني. بالاضافة الى "سماح دمشق للفصائل الفلسطينية بمهاجمة إسرائيل انطلاقا من الجولان المحتل".
في وقت اعتبر البعض ان سوريا لن تنجرف بالرد "قبل القضاء على الارهابيين داخل سوريا"، فيما علل البعض تريثها لاسباب اخرى. وكتب الاعلامي نضال نعيسة على صفحته على الفيسبوك "لهذه الاسباب لن ترد سوريا ماذا لو كانت رسالة امس موجهة امريكيا لكل الاطراف (روسيا - الصين - ايران - سوريا ) وتكون صواريخ توماهوك وكروز أمريكية هي من ضربت الموقع السوري، والطائرات الإسرائيلية كانت للتمويه فقط. وتم توجيه المسلحين على الارض لمواكبة الحدث, إن صح هذا الافتراض فهو خطير جدا ولن أقول لكم وجه الخطورة، لاسيما مع زيارة كيري غدا لموسكو. ومن هنا الرد سيكون على أمريكا وليس على اسرائيل؟ مجرد رأي يعني".
لكن في الوقت نفسه لم يأخذ البعض الامر على محمل الجد، معتبرين ان هذه الغارات كسابقاتها. وسخروا من النفي إلإيراني لما تردد من إستهداف اسرائيل لاسلحة ايرانية في سوريا.
"وين اللي كان يقول العدوان على الاسد الممانع هو عدوان على ايران !! لما جد الجد تبخرت الجعجعات وتخبيتم مثل الدجاج".
كما تناقل بعض رواد الفيسبوك كاريكاتيرا يظهر فيه الرئيس السوري بشار الاسد داخل طائرة حربية ويقول "مش رايحين نسكت على القصف الاسرائيلي لسورية...راح نقصف حلب وحمص ودمشق ردا على القصف الاسرائيلي!" إذاعة هولندا العالمية