وزير الخارجية الفرنسي يدعو إلى حل سياسي ومنظمة التعاون الإسلامي تستنكر قتل 15 جنديا سوريا على الأقل في الغارات الجوية التي نفذتها اسرائيل ضد ثلاثة مواقع عسكرية قرب دمشق فجر الأحد الماضي، في حين ما زال مصير عشرات آخرين مجهولا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريح لوكالة (فرانس بريس) ،أمس الإثنين، «لقي ما لا يقل عن 15 جنديا من الجيش السوري مصرعهم اثر القصف الاسرائيلي» الذي نفذته طائرات حربية، واستهدف ثلاثة مواقع تابعة للقوات النظامية شمال غرب دمشق. وأوضح أن «مصير العشرات (من الجنود) ما زال مجهولا»، مشيرا الى أن المواقع الثلاثة «عادة ما تضم قرابة 150 جنديا، لكن لا يعرف ما إذا كانوا جميعا فيها وقت القصف». وفي إطار الردود الأولية على هاتين الغارتين، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ، أمس الإثنين، إلى إيجاد «حل سياسي» للنزاع المتواصل في سوريا منذ أكثر من سنتين. وقال فابيوس في تصريحات صحفية خلال زيارة لهونغ كونغ، إن «الوضع في سوريا مأساة حقيقية» تطاول الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان مضيفا «لم تعد المسألة مأساة محلية بل إقليمية» قبل أن يستطرد «علينا أن نسعى لحل سياسي» مذكرا بإمكانية تشكيل «حكومة سورية انتقالية». وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي على خلفية ترجيح الغرب استخدام قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية وشن إسرائيل قبل يومين غارتين على سوريا. وكانت إسرائيل قد شنت غارتين جويتين في ظرف 48 ساعة على سوريا استهدفتا أسلحة كانت موجهة ل(حزب الله) اللبناني حليف النظام السوري وايران، على حد ما أفاد مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة (فرانس برس)، ليرتفع الى ثلاث عدد الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا منذ نهاية ينايرالماضي. وقال فابيوس «يمكننا أن نتفهم (اسرائيل) لكن في ذلك مجازفة» لأنه «اذا ما امتد النزاع الى الدول المجاورة، فسيكون هذا منعطفا في طبيعة هذا النزاع». وعلى مستوى آخر، أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي أول أمس الأحد، عن استنكارها للغارة الجوية الإسرائيلية على منطقة جمرايا في ريف دمشق. وأكدت المنظمة في بلاغ نشرته على موقعها الإلكتروني، أنه بغض النظر عن دوافع هذه الغارة، فإن هذا العدوان الإسرائيلي يتناقض مع القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، داعية المجتمع الدولي لإدانة هذا العدوان وتحميل إسرائيل مسؤوليته. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قد أعرب من جهته الأحد الماضي، عن «قلقه الشديد» إزاء الغارات الإسرائيلية في سورية، داعيا إلى الهدوء «لتفادي التصعيد» في النزاع السوري. وأعلن المتحدث باسم الأمين العام مارتن نيسيركي، أن بان كي مون «قلق للغاية إزاء المعلومات المتعلقة بالغارات الجوية التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي في سورية»، مضيفا أن الأممالمتحدة «لا تملك في الوقت الراهن تفاصيل حول هذه الحوادث ويتعذر عليها تحديد ما حصل بشكل مستقل». وبحسب بيان للمنظمة الدولية، فان الأمين العام «يدعو كل الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات الهدوء وضبط النفس والتحرك بطريقة مسؤولة لتفادي التصعيد». كما طالب بان كي مون «باحترام السيادة الوطنية ووحدة أراضي كل دول المنطقة، وتطبيق كل القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن» الدولي.