أكد الجيش السوري في بيان له أن إسرائيل نفذت غارة جوية استهدفت مركزًا عسكريًا للبحوث العلمية في ريف دمشق فيما تحدثت معلومات عن غارة أخرى شنتها على قافلة عبرت الحدود من سوريا الى لبنان. أعلن الجيش السوري مساء الاربعاء أن الغارة الجوية التي نفذتها طائرات حربية اسرائيلية استهدفت مركزًا عسكريًا للبحوث العلمية في ريف دمشق، بحسب بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة. وجاء في البيان الذي بثه التلفزيون الرسمي السوري أن "طائرات حربية اسرائيلية اخترقت مجالنا الجوي فجر اليوم، وقصفت بشكل مباشر احد مراكز البحث العلمي المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس الواقع في منطقة جمرايا في ريف دمشق". وقالت القيادة إن الطائرات الحربية الاسرائيلية "تسللت من منطقة شمال مرتفعات جبل الشيخ (على الحدود مع لبنان) بعلو منخفض وتحت مستوى الرادارات، وتوجهت الى منطقة جمرايا في ريف دمشق، حيث يقع احد الافرع التابعة لمركز البحوث العلمية". واضافت أن "العدوان السافر" ادى الى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين "واضرار مادية كبيرة وتدمير في المبنى، اضافة الى مركز تطوير الآليات المجاور ومرآب السيارات". ونفى الجيش السوري التقارير الاعلامية التي قالت إن الطائرات "استهدفت قافلة كانت متجهة من سوريا الى لبنان". وكانت تقارير امنية افادت أن اسرائيل نفذت ليل الثلاثاء الاربعاء غارة على قافلة كانت متجهة من سوريا الى الحدود اللبنانية، من دون أن تحدد المكان بالضبط أو ما كانت تحتويه القافلة. وذكر سكان في ريف دمشق لوكالة فرانس برس أن مركزًا مخصصًا للبحوث حول اسلحة غير تقليدية اصيب بصواريخ ليلاً. واعتبرت قيادة الجيش السوري أنه "بات واضحًا للقاصي والداني الآن أن اسرائيل هي المحرك والمستفيد والمنفذ في بعض الاحيان لما يجري من اعمال ارهابية تستهدف سوريا وشعبها المقاوم، وتشترك معها في ذلك بعض الدول الداعمة للإرهاب، وعلى رأسها تركيا وقطر". واشار البيان الى أن الغارة تأتي "بعدما قامت المجموعات الإرهابية بمحاولات عديدة فاشلة على مدى اشهر بالدخول والاستيلاء على الموقع المذكور". ووضع الجيش السوري "هذه الغطرسة الاسرائيلية والعدوان الخطر على السيادة السورية برسم المجتمع الدولي"، مشدداً على أنها "لن تضعف سوريا، ودورها ولن تثني السوريين عن مواصلة مساندة حركات المقاومة والقضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية". واتت الغارة بعد ايام من قيام اسرائيل بنقل بطاريتين من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الى منطقتها الشمالية مع تزايد المخاوف من تسرب الاسلحة الكيميائية التي يملكها النظام السوري الى لبنان. وشنت إسرائيل غارة في ساعات الليل على قافلة عبرت الحدود من سوريا الى لبنان بحسب ما قالت مصادر أمنية اشترطت عدم الكشف عن اسمها لوكالة فرانس برس. وقال احد المصادر بان "الطيران الاسرائيلي دمر قافلة عبرت الحدود من سوريا الى لبنان" دون الافصاح عن الموقع الدقيق للغارة او عن محتوى القافلة. ورفضت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي الادلاء بتعليق.
واكد مصدر امني اخر اشترط عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع ان الطائرات الحربية الاسرائيلية ضربت قافلة يبدو انها تحمل اسلحة متجهة الى لبنان ولكنه قال ان ذلك حدث على الجانب السوري من الحدود.
وتابع "كانت قافلة مسلحة تتجه نحو لبنان ولكنها ضربت على الجانب السوري من الحدود في حوالي الساعة 23,30 ت غ". واكد المصدر ان هنالك نشاطا اسرائيليا "غير اعتيادي" على مستوى عال فوق المجال الجوي اللبناني بدأ مساء الثلاثاء واستمر طوال الليل.
ويأتي هذا بعد ايام من قيام اسرائيل بنقل بطاريتين من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الى الشمال مع تزايد المخاوف من تسرب الاسلحة الكيمائية التي يملكها النظام السوري الى لبنان. وقال مسؤولون اسرائيليون ان نقلا مماثلا سيشكل مبررا لهجوم اسرائيلي. من جهة ثانية سجل تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي الثلاثاء في الاجواء اللبنانية، بحسب ما افاد الجيش اللبناني.
وصدر عن قيادة الجيش-مديرية التوجيه بيان صباح الاربعاء جاء فيه "عند الساعة 16:30 (14:30 ت غ) من يوم امس (الثلاثاء)، خرقت اربع طائرات حربية تابعة للعدو الاسرائيلي الاجواء اللبنانية" في منطقة الجنوب، و"نفذت طيرانا دائريا فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم غادرت الاجواء عند الساعة 21:05 (19:05 ت غ)".
واضاف ان اربع طائرات اخرى عادت وخرقت الاجواء اللبنانية مباشرة بعد ذلك وحلقت فوق الاراضي اللبنانية، "ثم غادرت الاجواء فجر اليوم عند الساعة 2,00 (0,00 ت غ)".
وكانت قيادة الجيش اصدرت بيانا سابقا اعلنت فيه ان ثماني طائرات حربية اسرائيلية "خرقت الاجواء اللبنانية (...) ونفذت طيرانا دائريا فوق مختلف المناطق اللبنانية" خلال الفترة الممتدة من الصباح وحتى بعد ظهر الثلاثاء.
وقال مصدر امني في منطقة الجنوب لوكالة فرانس برس ان "الطيران الاسرائيلي يحلق يوميا فوق الاراضي اللبنانية، لكن يوم امس كان التحليق اكثر كثافة من الايام العادية"، مشيرا الى ان "الطائرات بدأت التحليق منذ الفجر وطوال الليل، وقامت بطلعات عدة". وأدرج الجيش اللبناني عمليات التحليق في اطار "التمادي في انتهاك السيادة اللبنانية والقرار 1701" الصادر عن مجلس الامن الدولي.
وغالبا ما يحتج لبنان لدى الاممالمتحدة على تحليق الطيران الاسرائيلي فوق اراضيه. ووضع القرار 1701 الذي صدر في آب/اغسطس 2006 حدا لنزاع دام بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله اللبناني استمر 33 يوما واوقع حوالى 1200 قتيل في الجانب اللبناني و160 في الجانب الاسرائيلي ودمارا هائلا في لبنان. ونص القرار على انتشار الجيش اللبناني الى جانب قوات الطوارئ الدولية في الجنوب ومنع اي وجود مسلح لحزب الله في المنطقة الحدودية، وعلى ان تحترم اسرائيل السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا.