تم التوقيع٬ اليوم الخميس بمراكش٬ على اتفاقية شراكة لتشجيع والنهوض بالبحث العلمي في مجال السلامة الطرقية بين كلية الآداب والعلوم الانسانية التابعة لجامعة القاضي عياض واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير٬ وذلك بمناسبة انعقاد لقاء علمي دولي حول حوادث السير. وتدخل هذه الاتفاقية في إطار تفعيل المحور التاسع في استراتيجية اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير والمتعلق بتشجيع البحث العلمي وخاصة فيما يتعلق بسلوكات العنصر البشري والتي تعتبر السبب الأول في وقوع حوادث السير بالمغرب. وبموجب هذا الاتفاق٬ تلزم اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بتقديم كافة الدعم المادي واللوجستيكي للنهوض بالبحث العلمي في مجال حوادث السير. وأشار الكاتب الدائم للجنة السيد بناصر بولعجول ٬في كلمة بالمناسبة٬ إلى أنه سيتم التوقيع على اتفاقيات مماثلة مع جامعات أخرى ومعاهد ومدارس عليا وطنية٬ مضيفا أن الجامعة تعتبر شريكا أساسيا في التفكير في إيجاد حلول ملائمة للحد من آفة حوادث السير. وبخصوص الاستراتيجية الوطنية للوقاية من حوادث السير٬ ذكر السيد بولعجول أنها ترتكز على تسعة محاور تهم تدبير الأمن الطرقي على مستوى عال عبر اللجنة الوزارية المكلفة بالسلامة الطرقية التي يترأسها رئيس الحكومة٬ واللجنة الدائمة برئاسة وزير التجهيز والنقل واللجان الاقليمية التي يرأسها الولاة بالأقاليم٬ ومحور يتعلق بالتشريع ويهم مدونة السير التي تم اعتمادها في 2010 والتي تتضمن العديد من المقتضيات سيتم ملاءمتها أو إعادة النظر فيها٬ فضلا عن المراقبة والزجر وتكوين السائقين وامتحانات نيل رخصة السياقة. كما يتعلق الأمر أيضا٬ يضيف السيد بولعجول ٬ بمحور البنيات التحتية بالوسطين الحضري والقروي ٬ والتكفل بالضحايا على مستوى المستشفيات والتواصل والتحسيس٬ وادراج التربية الطرقية في المناهج المدرسية. من جانبها٬ أكدت عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش السيدة وداد التباع ٬ أن على الجامعة أن تكون مؤسسة مواطنة تهتم بانشغالات ومشاكل المجتمع. وأضافت أن هذا اللقاء يندرج في إطار تفعيل استراتيجية الجامعة الهادفة إلى جعل المؤسسات التعليمية في خدمة التنمية بالبلاد. وأبرزت باقي التدخلات أن آفة حوادث السير تشكل تهديدا حقيقيا بالنسبة للاقتصاد والصحة ٬ مشيرة إلى أن هذه الحوادث تكلف 12 مليار دهم من الخسائر وهو مبلغ ضخم يمكن استثماره في قطاعات اجتماعية أخرى. وأكد المشاركون أن هناك انخراط على أعلى مستوى في الدولة لمحاربة هذه الظاهرة٬ مضيفين أن لقاءات من هذا القبيل من شأنها إرساء تفكير معمق حول هذه الآفة التي تهم كافة مكونات المجتمع المغربي. وينظم هذا اللقاء٬ المنعقد حول موضوع "حوادث السير : مقاربات نفسية واجتماعية" والذي يعرف مشاركة حوالي خمسين متخصصا في علمي الاجتماع والنفس من فرنسا والجزائر والمغرب٬ من قبل مجموعة البحث "الشباب والصحة والشغل" التابعة لكلية الأداب والعلوم الانسانية بمراكش بشراكة مع اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير والمدرسة العليا لعلم النفس بالدار البيضاء. وسيناقش المشاركون ٬ على مدى يومين ٬ عددا من المواضيع تهم بالخصوص٬ "السلوك في الفضاء الطرقي : أسئلة حية بالنسبة لعلم النفس" و"سلوكات على الطريق : مآسي اجتماعية" و"مقاربات سوسيو-أنتربولوجية للمدينة : الجولان وحوادث السير" و" نظرات نفسية اجتماعية لحوادث السير".