انتهت مواجهة بايرن ميونخ وبرشلونة بمجزرة كاملة من المعنى الكروي، انتهت بفوز كامل 7-0 ذهاباً وإياباً، بل من دون أي اختبار حقيقي للحارس مانويل نوير باستثناء تسديدة واحدة خطيرة اضطر أن يبعدها في 180 دقيقة. لم ولن أطالب تيتو فيلانوفا بصنع المستحيل وتقليص الفارق الواضح من كل النواحي مع بايرن ميونخ، فتأهل البافاري ظهر وكأنه نتيجة حتمية لكل المحاولات مهما كانت، لكنني كنت أتوقع منه موقفاً رجولياً يحاول فيه الدفاع عن كبرياء برشلونة بدلاً من السماح للأمور بأن تتدهور وتسوء لدرجة الإهانة فيما يسمى جحيم الكامب نو. فلو فهمت عدم لعب ميسي يوم أمس بسبب الإصابة، فسيكون من الصعب جداً أن أفهم سبب لعبه ضد بلباو في الدوري وهو غير جاهز، ثم سيكون من المستحيل أن أفهم سحب انيستا وتشافي والدفع بشباب دخلوا مرتعدين مرعوبين من الوحش الأحمر الذي ينتظرهم ليبدأ عملية التهامهم وهم غير المعتادين على مثل هذه المواقف الصعبة… لتتحول النتيجة من 0-1 إلى 0-3 ووسط تفوق مطلق للضيوف وأمام الجماهير التي كانت تحلم بشيء من الكبرياء في الملعب. أعجبتني كلمة مشجع برشلوني اسمه فروق دنديس في صحفتي على الفيسبوك وكانت مؤثرة حقاً “حتى لا يتعرض بعض اللاعبين للإذلال، قام فيلانوفا بإذلال فريق كامل”، وهذا ما حدث على الأغلب، فقد جنب فيلانوفا تشافي وانيستا الموقف المحرج وأبقى ميسي بجانبه دون التفكير باستخدامه في المهمة المستحيلة، وألقى بالباقي إلى المحرقة، على طريقة نجاة الأثرياء من غرق سفينة تايتانيك وموت الفقراء كما أشارت بعض الدراسات التاريخية التي آمنت ببعض من نظرية المؤامرة في قصة السفينة الشهيرة. ما زلت أدافع عن فيلانوفا بأنه ليس السبب الرئيسي بما يجري، بل إن المنحنى الطبيعي لمستوى أي فريق كرة قدم لا يمكن تغييره أو الوقوف ضده، وهناك هبوط في مستوى اللاعبين لا يقوى أحد على إيقافه ولا التعامل معه من دون سوق انتقالات، ولكن ما جرى يوم أمس لا أجد كلمات تجمله أكثر من قولي “فيلانوفا رجل لم يحترم برشلونة”.