أصيب مشاهدي أحد البرامج التلفزيونية في ألمانيا بالدهشة لرؤية ميريام البالغة 49 عاماً بلحية لم تحلقها منذ أكثر من 20 عاماً. ورغم أن أغلبية النساء في بحثٍ دائمٍ لإزالة الشعر من الوجه، من أجل إظهار جمالهن ورقتهن، مهما كلفهن الأمر، إلاّ أن ميريام ليست واحدة منهن. وهذه الأم الألمانية الأصل، والتي تعرّف نفسها من خلال إسمها الأول "ميريام" فقط، تعمل جاهدة من أجل الدفاع عن السبب الذي يكمن وراء إطلاق لحيتها. ومن المؤكّد أن لحية ميريام طبيعية تماماً، وفقاً لما ذكرته خلال برنامجٍ تابعٍ لإحدى القنوات التلفزيونية البريطانية.
وكانت حالة ميريام قد أثارت ضجّة في مواقع الإتصال الإجتماعي، فقد وقف البعض إلى جانبها، في حين وجّه البعض الآخر إليها إنتقادات شديدة اللهجة ووصفوها بالتمييز العنصري، وذلك وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية. إلاّ أن ميريام ترغب في الإحتفاظ باللحية، ولكن بالشكل المعقول، كي لا تبدو غير متناسقة أو قذرة. بالإضافة إلى ذلك، أن لحيتها تبدو متجعدة في حالة تركها تنمو لمدة طويلة، لذلك تعمل من أجل تخفيفها دائماً.
وتروي ميريام أن لحيتها بدأت بالنمو عندما كانت تبلغ من العمر 21 عاماً، بعد إنجابها إبنها الأول، وبعدها أصبحت لحيتها تأخذ بالنمو مثل أي رجل، لذلك، كان عليها أن تحلقها بصورة يومية كي لا تنمو كثيراً، حتى بلغت مرحلة صارت معجبة بها، ولتتركها تنمو وتهتمّ بها.
وحسب ما ترويه المرأة الملتحية، ذات الأصول الألمانية والإيرانية، أن لحيتها كانت تزعجها وأن بعض شعر وجهها كان لا يتوقف عن النمو، وكثيراً ما كان الناس يسألونها ما الذي جرى لها، وياتي ردها على أسئلتهم "سوف لن تصدقون إن أخبرتكم".
وحاولت ميريام يائسةً أن تعالج مشكلتها باللجوء إلى العديد من طرق العلاج دون جدوى حيث أخبرها الأطباء أن لا ضرر في ذلك وأن حالتها ليست بالأمر الخطير، وغالباً ما يعانين النساء منها، من دون الإشارة إلى سبب ذلك.
قرار التحدي
وبعد أن عانت كثيراً من حالتها الغريبة، وأخذ التعب منها، قررت ميريام إطلاق لحيتها في السادس من أغسطس/ آب 2008. وتساءلت في نفسها، في الوقت الذي شعرت بالضعف حيال قرارها، و إن أحسّت في داخلها بالفضول "ما الذي سيحدث لو تركت اللحية تنمو، وأرضى بما أنا عليه؟". في ذلك الحين، كانت الفتاة الشابة تخشى أن يهجرها أصدقائها أو يحاولون تجنبها بسبب شكلها الغريب.
ومع ذلك، تشعر ميريام اليوم بالسعادة وهي تعيش لحظات جميلة برفقة لحيتها، حيث تكتب في مدونتها قائلة "أنها تجربة منحتني الكثير من الدروس في الحياة".
ويؤكد أصحاب الخبرة أن هناك في الولاياتالمتحدة فقط 41 مليون إمرأة يعانين من مرض "الشعرانية Hirsutism"، الذي يتمثل في ظهور الشعر لدى الإناث بتوزع ذكوري، أي في مناطق محددة من الجسم وبكميات غير طبيعية.
وتؤدي حالات مرضية أخرى إلى إزدياد التعرض لمرض نمو الشعر غير الطبيعي لدى النساء، مثل أورام الغدة الكظرية "الغدة فوق الكلوية"، ومتلازمة كوشنج، وهي عبارة عن مجموعة أعراض وعلامات أكلينيكية تظهر على المريض نتيجة زيادة هرمون الكورتيزول، من بين أمراضٍ أخرى، التي تساعد على سرعة نمو الشعر في انحاء من الجسم الأنثوي، شأن ميريام. وأكثر النساء عرضة لهذه الأمراض، اللاتي ينتمين إلى مناطق البحر المتوسط، وجنوب آسيا أو الشرق الأوسط.
نساء شهيرات عانين من نمو الشعر
ومن بين النساء الأكثر شهرة واللواتي تعرضن لحالة "الفتيات الملتحيات"، الرسامة المعروفة فريدا كالو التي تميّزت أيضاً بشواربها البارزة جداً. وكذا الحال مع إليزابيث تايلور، التي كانت تثير غيض العديد من النساء بسبب سمك الأهداب التي كانت تحيط بعينيها الواسعتين، والتي ربما كانت السبب في إصابتها بمرض "فرط نمو الشعر Hyperticosis"، لإفراطها في إستعمال مواد التجميل الخاصة برموش العيون من أجل الحفاظ على مكانتها كواحدة من أبرز نجمات هوليوود. وكانت مارلين مونرو أيضاً قد إعتادت على إستخدام مواد تحتوي على كميات كبيرة من الهورمونات من أجل تخفيف الشعر الذي كان ينمو بكثافة على وجهها.