يجهل الكثير من الناس دور الغدة الكظرية، بل إن البعض منهم لم يسبق له أن سمع بها، وبالتالي يمكن لأي شخص أن يعاني كل يوم من الأعراض الناتجة عن إصابة الغدة الكظرية بخلل ما دون أن يخطر على باله السبب المباشر خلف هذه الأعراض. فيما يلي يقوم الدكتور الياقوتي محمد اختصاصي في أمراض الكلى والمسالك البولية وغدة الكظر بتعريف هذه الغدة وبالأدوار المتشعبة التي تلعبها من أجل تنظيم العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم، إضافة إلى الأعراض التي تصيب المريض بسبب الخلل الذي تتعرض له، كما يشرح طرق تشخيص الإصابة، إضافة إلى الخيارات المطروحة أمام المريض من أجل العلاج. هل تشعر بالتعرق المستمر، وتعتقد أن للأمر علاقة بحرارة الجو، أو بكثرة تناولك للسوائل؟ قد يكون ظنك في محله، لكن في بعض الحالات يكون المشكل أكبر مما تتصوره، والسبب الحقيقي يكمن داخل الغدة الكظرية التي يشير الدكتور الياقوتي أن الكثير من الناس يجهل ماهيتها، ودورها وحتى مكان تواجدها داخل الجسم. * التعرف على الغدة الكظرية ودورها هي واحدة من أهم الغدد فى جسم الإنسان، لا يتجاوز وزنها خمس غرامات ذات لون أصفر غامق. توجد أعلى الكليتين حيث تتموقع واحدة جهة اليمين و أخرى جهة اليسار. من خلال تشريحها يتبين أنها تتكون من جزءين، القشرة واللب، اللذان يعملان على إفراز العديد من الهرمونات المهمة لتوازن الجسم، مثل هرمون الأدرينالين الذي يفرز فى حالات الطوارىء التي يتعرض فيها الإنسان لصدمة معنوية مثل الخوف أو المباغتة، إضافة للصدمات المادية التي تنتج عن الحوادث والإصابات. وعلى الرغم من الحجم الصغير للغدة الكظرية إلا أن دورها يعد حيويا لكل أعضاء الجسم، لأن الهرمونات التي تفرزها تساهم في توسيع الأوعية الدموية لتوصيل الدم الكافي إلى العضلات والجلد، كما أنها تساهم في إنقباض الأوعية والشعيرات الدموية ليصل الدم إلى الأجزاء التي تحتاجه في حالة الطوارئ . تساهم الغدة أيضا في زيادة معدل ضربات القلب لزيادة ضخ الدم إلى أجزاء الجسم، تزود الدم بكمية كافية من الأكسجين، وتزيد كمية السكر فى الدم نتيجة لتحويل الجليكوجين إلى جلوكوز. تفرز هرمون الألدوستيرون المسؤول عن تنظيم نسبة الصوديوم والماء بالجسم، وتضبط هرمون الكورتيزول الذي يتسبب اضطرابه في مجموعة من الاختلالات المعقدة بالجسم. كما أن لب القشرة الكظرية يفرز بعض الهرمونات الجنسية بكمية قليلة، مثل الاستروجين. *مشاكل الغدة الكظرية تكمن أهمية الغدة الكظرية في ضبط عمل العديد من أجهزة الجسم من خلال الهرمونات التي تفرزها. لكن يمكن لهذه الإفرازات أن تصاب بخلل بسبب وجود بعض الأورام بالغدة، ويمكن لهذه الأورام أن تصيب غدة واحدة أو كلتا الغدتين، كما يمكن انتقال العدوى من الكلى نحو الغدة في حالة اصابة الكلى ببعض الأمراض، ويستدعي هذا الأمر استئصال الورم من أجل وقف تداعيات خلل الافرازات على الجسم، ويمكن إزالة هذه الأورام بواسطة المنظار الجراحي . كما يتم استئصال الغدة الكظرية في حالات بعض الاورام الكبيرة جدا، حتى لو كانت لاتتسبب في زيادة إفراز الهرمونات ، أو إذا ما شك الطبيب في كون الورم خبيث، وإن كانت هذه من الاحتمالات النادرة جدا. لكن الملاحظ في اكتشاف أمراض الغدة الكظرية أنه يتم أحيانا بالصدفة، عندما يلاحظ الطبيب أثناء إجرائه لفحص الأشعة من أجل الكشف عن مشكلة صحية أخرى، وجود جسم غريب بمحيط الغدة، لذا ينصح المريض بإجراء فحوصات تهم الهرمونات. في هذه الحالة يتجوب على المريض القيام بهذه الفحوصات حتى لا تتفاقم المشكلة، خاصة أن خلل بعض الهرمونات قد يتسبب في هبوط حاد في الضغط الدموي، مما يعني موت المريض. * أعراض الغدة الكظرية تظهر على مريض الغدة الكظرية بعض الأعراض التي لا يلتفت لها الكثيرين، لكنها تكون بمثابة مؤشرات على خلل يصيب هرمونات الغدة، أو بسبب ورم يحدث خللا في نسبة الهرمونات المفرزة التي تصبح عالية، وبالتالي تتسبب في ظهور العديد من الأعراض مثل ارتفاع ضغط الدم، والصداع الشديد، فرط التعرق ، القلق، الخفقان، زيادة سرعة ضربات القلب. في بعض الحالات يسبب ورم الغدة الكظرية ارتفاعا في ضغط الدم، و انخفاضا في نسبة البوتاسيوم بالدم ، ويؤدي إلى ظهور أعراض الضعف، والارهاق، و زيادة معدل التبول. أما في حالة إصابة الغدة بورم يتسبب في ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول، فإن المريض يصاب بسمنة خاصة بالوجه والرقبة، مع إرتفاع مستوى السكر بالدم، وارتفاع ضغط الدم ، إضافة إلى اضطرابات الدورة الشهرية ، وترقق الجلد، مع علامات بيضاء تدل على تمدد الجلد. * تشخيص ورم الغدة الكظرية يغفل العديد من المرضى الأعراض التي تظهر عليهم، معتقدين أنها مؤشرات تعب، وفي الكثير من الأحيان يهمل المرضى نصائح الطبيب الذي يوجههم نحو الفحوصات من أجل الوقوف على السبب الحقيقي خلف حالات ارتفاع الضغط المتكررة، أو بسبب الإعياء المستمر، في هذه الحالة لا يجب على المريض أن يتهاون لأن خلل الغدة الكظرية يمكن أن يتحول إلى إصابة مميتة. ويتم الكشف عن المرض من خلال قياس لأردينالين فى تجميع بول 24ساعة، أو من خلال زيادة نسبة الأدرينالين فى الدم، استعمال الأشعة المقطعية والرنين المغنطيسى على البطن والحوض. استخدام مواد مشعة لبيان اى نسيج خارج الغدة يفرز الادرينالين. في حالة كان المريض يشعر بخفقان على مستوى القلب، فإنه ينصح برسم للقلب، من أجل الوقوف على تأثير المرض على عضلة القلب. * علاج الغدة الكظرية يمكن علاج اختلالات الغدة الكظرية بسرعة في حالة التشخيص المبكر، ويمكن للمريض أن يلاحظ الفرق بسرعة، أما في حالات الأورام تعد الجراحة العلاج الأفضل والأسرع، حيث تلاحظ المرأة على اعتبار النساء الأكثر عرضة للإصابة بأعراض الانتفاخ التي تصيب الوجه و الرقبة، تلاحظ تراجعا في حجم الانتفاخ، ويشعر المريض بتغيرات واضحة من خلال تراجع نسبة التعب، والتعرق... كما أن الجراحة لا تترك أثرا كبيرا بسبب استعمال تقنية المنظار أثناء الاستئصال، لكن يشترط قبل ذلك تحضير المريض جيدا للعملية من خلال تتبع حالته الصحية، والعمل على ضبط تداعيات الورم، وذلك من خلال وصف أدوية تساهم في ضبط مستوى الضغط الدموي، وضربات القلب، ومستوى البوتاسيوم بالدم. بعد إجراء العملية يمكن للمريض أن يغادر المستشفى في غضون أيام، كما أن حالته الصحية تتحسن خلال أسبوع ليتمكن من مزاولة أنشطته اليومية، لكن هذا لا يعني أن يجهد نفسه لأن الجسد لم يستعد جميع وظائفه. كما أن نجاح العملية لا يعني اهمال المريض لنصائح الطبيب، لأن هناك بعض الحالات التي تستدعي الخضوع لوصفة طبية لما بعد الجراحة، لحين عودة الغدة إلى وظيفتها الطبيعية، كما أن بعض الحالات تستدعي تناول أدوية من أجل ضبط ضغط الدم. سكينة بنزين