بحث العاهل المغربي الملك محمد السادس الاربعاء "تفاقم التهديدات الامنية" في الساحل مع كريستوفر روس الموفد الشخصي للامين العام للامم المتحدة الذي قام بمهمة اقليمية وذلك خلال لقاء في فاس (وسط). وجاء في بيان للقصر الملكي ان الملك وروس "تبادلا الآراء بشأن المخاطر المحدقة بمجموع منطقة الساحل والصحراء في ظل تفاقم التهديدات الامنية". وشارك في اللقاء وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني. واضاف ان "عدم حل نزاع الصحراء يمكن أن يشكل عاملا لاتساع حجم هذه التهديدات وخاصة من خلال إعاقة تعاون فعال بين دول المنطقة". وذكر العاهل المغربي، خلال هذه المباحثات، بأنه يتعين على الأطراف الأخرى أيضا أن تبدي روح توافق وانفتاح مماثلين. واشار البيان الى ان العاهل المغربي شدد على "تشبث المغرب الدائم بتعميق علاقات الاخوة وحسن الجوار مع الجزائر والتزام المملكة ببناء مغرب عربي جديد قادر على الاستجابة للتحديات والتهديدات المتعددة التي تواجهها المنطقة". وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الاثنين الى حل "عاجل" للازمة في الصحراء المغربية خشية التداعيات على المنطقة من النزاع الدائر في الساحل وخصوصا في مالي، حسب ما جاء في تقرير الى مجلس الامن الدولي. وجاء في التقرير ان "تصاعد الفوضى والفلتان الامني داخل وحول الساحل يتطلب حلا عاجلا لهذا النزاع المستمر من زمن طويل". وكان موفده الى الصحراء المغربية كريستوفر روس ادلى بتصريحات من هذا القبيل مطلع الشهر في العاصمة الجزائرية في حين يستمر فيه التدخل العسكري ضد الجهاديين في مالي. وتنشط مجموعات مرتبطة بالقاعدة منذ اعوام في بلدان شريط الساحل والصحراء. وتمكن تدخل عسكري فرنسي افريقي من طرد هذه المجموعات من شمال مالي ما يعني ان هذه المجموعات ستبحث لها عن مكان اخر تنظم فيه صفوفها من جديد. واوضح بان ان "كل الحكومات التي استشيرت تحدثت عن قلق جدي حيال خطر ان تكون للمعارك الدائرة في مالي تداعيات على الدول المجاورة وان تساهم في تشدد اللاجئين في مخيمات الصحراء المغربية". وكان روس قد قام بزيارة المغرب والصحراء المغربية والجزائر في 21 مارس وانتهت في مطلع أبريل التقى فيها مع عدد من مسؤولي البلدين للبحث عن حل لأطول نزاع في تاريخ إفريقيا. ومن المنتظر أن يرفع تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي في 21 من هذا الشهر. وكان المغرب وجبهة البوليساريو قد أجريا أربع جولات رسمية من المفاوضات حول الصحراء المغربية لم تسفر عن اية نتيجة بسبب تشبث كل طرف بموقفه. كما تقدم المغرب بمقترح للحكم الذاتي في الصحراء المغربية يقضي بمنح المنطقة حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية وهو ما رفضته البوليساريو التي تطالب بالإستقلال التام عن المغرب وتطالب بإجراء إستفناء وهو ما يرفضه المغرب.