أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند اليوم السبت 23 مارس/آذار مقتل عبد الحميد أبو زيد، أحد القياديين الرئيسيين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في معارك شنها الجيش الفرنسي شمال مالي. وقال بيان لقصر الإليزيه إن أولاند "يؤكد مقتل أبو زيد خلال معارك قادها الجيش الفرنسي في جبال ايفوقاس شمال مالي أواخر شباط/فبراير". وأضاف البيان "أن القضاء على أحد القياديين الرئيسيين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يسجل مرحلة مهمة في الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل". وكان مقتل أبو زيد أعلن في الأول من آذار/مارس الماضي من قبل الرئيس التشادي إدريس ديبي ايتنو الذي يقاتل جيشه إلى جانب القوات الفرنسية للسيطرة على ايفوقاس. لكن فرنسا لم تؤكد مقتله مباشرة، وقال مصدر دبلوماسي لرويترز إن فرنسا كانت تنتظر نتائج تحليل البصمة الوراثية (دي.إن.ايه) قبل الإعلان رسميا عن مقتل أبو زيد. أبو زيد الزعيم المتشدد وكان أبو زيد (46 عاما) يعد أحد أكثر قياديي القاعدة تشددا. وفي حزيران/يونيو 2009 قام رجال أبو زيد بخطف السائح البريطاني إدوين داير. ويقول عدد من شهود العيان إن أبو زيد نفسه قطع رأس الرهينة. وبعد يومين من مقتل أبو زيد أعلن الجيش التشادي أنه قتل الإسلامي الجزائري مختار بلمختار، القيادي التاريخي الآخر في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ولم تؤكد فرنسا مقتل بلمختار الذي كان انشق عن القاعدة وقام بالتخطيط لهجوم على منشأة غاز في الجزائر في كانون الثاني/يناير، أدى إلى مقتل 38 من الرهائن. وغرقت مالي في فوضى في أعقاب انقلاب في آذار/مارس 2012 عندما استغل متمردون إسلاميون مرتبطون بالقاعدة شغور السلطة للسيطرة على صحراء شاسعة في الشمال. وشنت فرنسا عملية عسكرية في مستعمرتها السابقة في 11 كانون الثاني/يناير لمنع تقدم الإسلاميين نحو العاصمة باماكو. وفي 20 آذار/مارس أكد الرئيس أولاند أن سيادة مالي ستعود "خلال أيام على كل أراضيها تقريبا". وأعلن رئيس وزرائه جان مارك إيرولت أن انسحاب القوات الفرنسية سيبدأ "اعتبارا من نهاية نيسان/أبريل" المقبل. وفي سياق آخر، دعا السبت قيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي، دعا فرنسا إلى سحب قواتها من مالي مشبها تدخلها في هذا البلد بغزو الولاياتالمتحدة للعراق وأفغانستان. واعتبر رشاد البيومي نائب المرشد العام للجماعة في تصريح لفرانس برس أن تدخل فرنسا ضد الجماعات الإسلامية التي تحتل شمال مالي بمثابة "استعمار".