استطاعت مصالح الضابطة القضائية التابعة لسرية الدرك الملكي بطنجة، فك خيوط الجريمة الغامضة، التي هزت منطقة اكزناية (حوالي 15 كيلومترا جنوبطنجة)، الثلاثاء الماضي، بعد العثور على جثة شابة مجهولة الهوية متفحمة بأرض خلاء بالقرب من سوق الأسماك. وقام عناصر الدرك الملكي بمراجعة تسجيلات كل كميرات المراقبة المنتشرة بمحيط منطقة العثور على الجثة، حيث نجحت في تحديد نوع السيارة التي استعملت للتخلص منها في المكان المذكور، وهي العملية التي مكنت من تنقيط لوحات ترقيم سبع سيارات من نفس النوع تواجدت بالمكان ساعة التخلص من الجثة، والإهتداء إلى إحداها التي تبين أن ملكيتها تعود لأم الهالكة، ليتم ربط الاتصال بها واستدعائها من أجل الاستماع لها. وقاد البحث الذي تجريه مصالح الضابطة القضائية التابعة لسرية الدرك الملكي بطنجة، المحققين إلى مكان تواجد سيارة من نوع "ميني ليفان"، اشتُبه في أنها استُعمت للتخلص من الجثة، حيث تم العثور عليها بحومة "الدراوة"، قبل نقلها إلى سرية الدرك الملكي وإخضاعها للخبرة التقنية والعلمية اللازمة، التي أكدت شكوك المحققين. وساهمت الخبرات التقنية والعلمية التي تم إجراؤها، من تحديد هوية أحد المشتبه في تورطهم في الجريمة، والذي تم اعتقاله وإخضاعه للتحقيق ليفصح عن هوية أحد المتورطين الآخرين الذي تبين أنه مغني مشهور بمدينة طنجة، أثبتت التحقيقات المجرات معه والخبرة المنجزة على هاتفه وهاتف الضحية أن علاقة غرامية كانت تجمع بينهما. واهتدى المحققون بعد التحقيق مع المشتبه فيهما المعتقلين إلى شقة متواجدة بمنطقة النجمة، يرجح أنه تم تصفية الضحية داخلها، ليقوموا بمداهمتها في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة الماضية، قبل الاستعانة بعناصر الشرطة العلمية والتقنية، التي عملت صباح اليوم السبت على تمشيط الشقة، حيث تم العثور على بقع دم يشتبه في أنها تعود للضحية. وتشير المعطيات المتوفرة، أن المتشبه فيه الرئيسي الذي لا يزال في حالة فرار، قام بتقطيع أوصال الضحية بعد تصفيتها، قبل أن يضعها في حقيبة سفر وينقلها على متن سيارتها نحو المكان الذي تم التخلص فيه منها ويضرم النار بها من أجل التخلص من الآثار التي يمكن أن تقود إليه. يذكر أن مصالح الدرك الملكي توصلت، الأسبوع الماضي، ببلاغ حول تغيب شخصين، بنت بعمر 22 سنة وقاصر لا يتعدى عمره 12 سنة، اللذين تغيبا عن منزليهما في ظروف غامضة.