عالجت القناة التلفزيونية الشهيرة سي إن إن نزاع الصحراء المغربية مع سفير المغرب في الأممالمتحدة محمد لوشيكي بمناسبة الندوة الحقوقية التي احتضنتها الأممالمتحدة بحضور المبعوث الخاص في النزاع، كريستوفر روس، وتميز الحوار لحظات قوية بين هجوم الصحفية المخضرمة كريستيان أمننبور ومحاولة السفير تقديم رؤية المغرب للنزاع بخطاب مرن وقوي. وجرى الحوار يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري، حيث حاورت الصحفية الممثل الإسباني الحائز على الأوسكار خافيير بارديم صاحب الفيلم الوثائقي "أبناء الغيوم، آخر مستعمرة" الذي يروي نزاع الصحراء ثم حوارا مطولا مع لوشيكي حول غياب المغرب عن الفيلم وملف حقوق الإنسان الشائك. وانتقدت الصحفية رفض المغرب المشاركة في الفيلم لتقديم وجهة نظره، وكان جواب لوشيكي أن بارديم اتصل بالسفير المغربي في مدريد على هاتفه في المغرب وليس في هافته الإسباني. ويعتبر ذا الجواب بمثابة توضيح لمشاركة المغرب في هذا الفيلم وتقديم وجهة نظره. ويضيف موضحا أن المغرب يتحاور مع اشخاص لهم إلمام تاريخي بالملف، ووجهة نظره مطروحة الآن في الأممالمتحدة. ورغم هذا التبرير، انتقدت الصحفية موقف المغرب لأنه غاب عن فيلم وثائقي يعالج الملف. وفي سؤال حول الاستفتاء التي قالت بقبول المغرب له ثم تراجع في آخر المطاف، يبرز لوشيكي "لقد وافقنا على الاستفتاء وقبلنا التعاون مع الأممالمتحدة لتطبيقه ما بين 1991-2000، لكن استحالة تحديد الهيئة الناخبة سنة 2000 دفع الأممالمتحدة الى الاستنتاج بصعوبة تطبيق الاستفتاء، علاوة على أنه ليس الحل المناسب لمثل هذه القضايا". واستشهدت أمنبور بتصريحات المسؤول السابق عن قوات المينورسو في الأممالمتحدة، فرانك رودي الذي كان عنيفا مع المغرب في تدخله، واتهمه بعرقلة الاستفتاء والقيام بأعمال وصفها "بالقذرة" تجاه الصحراويين وكذلك بتصريحات السفير الأمريكي الأسبق جون بولتون الذي اتهم المغرب باستعمار الصحراء. واعتبر السفير لوشيكي أن رودي اتخذ موقفا عدائيا ضد المغرب، وهو ما يتنافى ومسؤول أممي، نافيا أن يكون التواجد المغربي استعمارا بل تواجدا تاريخيا، ومعللا في الوقت نفسه أن إجراء الاستفتاء ب 51% من الصحراويين وترك 49%، هو وصفة جاهزة "لحرب أهلية". وحول الملف الشائك، حقوق الإنسان، حيث قدمت الصحفية مقطعا للناشطة الحقوقية أميناتو حيدر وهي تروي ما تعرضت له من تعذيب وتهديد بالاغتصاب خلال اختطافها لمدة أربع سنوات، لم ينف السفير الاتهامات التي وقعت في المغرب خلال سنوات الرصاص وركز على إصلاح الدولة ما وقع في الماضي من خلال اعتراف بالخروقات وتعويض الضحايا ومن ضمنهم أميناتو حيدر التي استفادت من 60 ألف دولار وشدد على أن المغرب يشهد ثقافة حقوقية جديدة. وتميز الشريط بمضمون قوي بين أسئلة الصحفية وأجوبة السفير المغربي الذي لم يلجأ الى ما يسمى "لغة الخشب" التي اعتادت عليها الدبلوماسية. ويأتي هذا البرنامج ليبرز مدى اهتمام الإعلام بنزاع الصحراء المغربية، إذ لأول مرة تعالج سي إن إن النزاع بشكل مطول، وهو النزاع الذي اعتبرته الصحفية بالمنسي والذي يستحق إلقاء الضوء عليه. ويأتي هذا الاهتمام بسبب الضجة المرافقة لملف حقوق الإنسان في النزاع وكذلك بسبب الفيلم الوثائقي "أبناء الغيوم، آخر مستعمرة " لخافيير بارديم. وكالات