بعد صفعة مجموعة "البريكس" التي رفضت انضمام الجزائر إليها، وقبلت مقابل ذلك كلا من السعودية والإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا والأرجنتين التحاقها؛ غيّر رئيس الجمهورية "عبد المجيد تبون" وحاشيته وجهتهم، هذه المرة، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي هذا الصدد؛ أفادت مجلة "مغرب أنتلجنس"، في مقال حصري لها، أن "تبون يسعى لدعوته إلى البيت الأبيض من أجل لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن"، مشيرة إلى أن "الجزائر وضعت خطة لتحقيق هذه الغاية". وزاد المصدر ذاته " أنه "قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية لعام 2024؛ يريد "تبون" وحاشيته القيام ب"منعطف غربي" لمعالجة العزلة الجيوسياسية الدولية" المفروضة عليها، لاسيما عقب التقارب الملاحظ مع قطب الروسي-الصيني. ومن أجل التفاوض على هذا "المنعطف الغربي" الجديد، تضيف المجلة عينها، "يعمل نظام تبون على تقارب جديد مع الولاياتالمتحدة؛ القوة العالمية الأولى، من خلال قبول العديد من التنازلات في القضايا التي تتعلق بالمصالح الأمريكية في المنطقة، مثل أزمات عدم الاستقرار في الساحل أو تطور ميزان القوى في ليبيا". المصدر نفسه لفت إلى أن "استراتيجية التقارب مع الولاياتالمتحدة هذه، بدأت منذ الزيارة الأخيرة التي قام بها أحمد عطاف، رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى واشنطن، في 9 غشت المنصرم؛ إذ حاول طمأنة الشركاء الأمريكيين بخصوص نوايا القادة الجزائريين، لإعادة توازن علاقات الجزائر بين الصين والغرب". واستطرد المصدر أن "أحمد عطاف، الذي يعتبر نفسه مؤيدا لأمريكا علنا، أقنع تبون بالاستثمار في الجهود المبذولة للتحضير للقاء مع إدارة بايدن، قصد تصحيح صورة الجزائر في الغرب، وإعادة إطلاق العلاقات السلمية مع القوى الغربية". المجلة عينها أشار إلى أن هناك "رجلا آخر يقوم بحملة خلف الكواليس للحصول على دعم الولاياتالمتحدة، بهدف تنفيذ هذا "المشروع الكبير"، المتمثل في الحصول على دعوة إلى البيت الأبيض لعبد المجيد تبون". هذا الأخير، وفق المصدر المذكور، "هو بوعلام بوعلام، المستشار الأكثر تأثيرا وأساسيا للرئيس الجزائري، الذي ظهر بشكل مفاجئ مؤخرا رفقة تبون خلال رحلته إلى نيويورك لحضور الدورة ال78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في حين أنه عمليا لم يسافر إلى الخارج أبدا عندما يقوم تبون بزيارة رسمية". "لكن هذه المرة، غادر بوعلام بوعلام القصر الرئاسي بالمرادية، ليذهب إلى نيويورك في مهمة سرية تتمثل في التنقيب في دوائر جماعات الضغط الأمريكية والعثور على "الشركة" المناسبة"، تشرح "مغرب أنتلجنس". وفي المحصلة؛ ختمت المجلة نفسها مقالها بقولها إن "نتائج المفاوضات، التي قادها بوعلام بوعلام في نيويورك، لا تزال محمية بعناية في المناصب العليا، ولم يتم ترشيح أي شيء حتى الآن بشأن تقدم هذه الاستراتيجية الأمريكيةالجديدة للنظام الجزائري؛ إذ إن الموضوع حساس للغاية ويتعلق إلى حد كبير بالانتخابات الرئاسية المقبلة" في الجارة الشرقية.