نجحت جمارك ميناء الجرف الأصفر، بداية الأسبوع الجاري في عملية نوعية في حجز 120 طنا من "الغازوال" و"الکيروزين"، إلى جانب ثلاث شاحنات صهريجية من الحجم الكبير، و" بيكوب" وسيارة خفيفة، علما أن الأبحاث المنجزة أكدت أن مصدر هذه المحروقات هو ميناء الجرف الأصفر ضواحي مدينة الجديدة، وأنها سرقت من الكميات الموجهة للتسويق الداخلي الموجهة إلى محطات الوقود بالنسبة للكازوال، أو للمطارات بالنسبة للكيروزين. وحسب مصادر مطلعة فالأبحاث الجمركية المعمقة أظهرت أن الجناة، يحصلون على هاته الكميات الكبيرة من المحروقات من خلال استغلال ثقوب بمكان تشميع صهريج الوقود، يدخلون عبره أنبوبا دقيقا، وعبر مضخات خاصة يتم ضخه من الصهاريج إلى براميل تجميع المحروقات المسروقة، لتتم إعادة إغلاق الصهريج دون مس بسلامة التشميع بالرصاص، لتبدو الحمولة عند المراقبة من قبل أصحاب المحطات وكأنها لم تتعرض للسرقة. ويعمد المعنيون للغش في "الكازوال" عبر خلطه بالكيروزين، ما يؤدي إلى سرعة استهلاك الكازوال، لسهولة احتراقه وتبخره، إلا أنه يلحق أضرارا بمحركات السيارات على المدى البعيد. الشاحنات الصهريجية من الحجم الكبير كانت تنقل المحروقات نحو مستودعين سريين بسيدي اسماعيل، ليتم فيما بعد خلط "الغازوال" و "الکيروزين"، قبل أن يتم بيعها لتجار وموزعين... وبعد إجراء الأبحاث التمهيدية والمعاينة والتفتيش والحجز من قبل جمارك الجرف الأصفر ، أمر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة الدرك الملكي بمواصلة الأبحاث لاعتقال كافة المتورطين، سيما أرباب محطات الوقود المشتبه في تورطهم في اقتناء المحروقات المسروقة والمغشوشة، خصوصا وأن مصالح المراقبة تعجز عن كشف هذا النوع من الغش الذي يستلزم عرض عينات على التحليل المخبري، وتكتفي عموما بمراقبة العدادات والأسعار.