في سابقة لم يعهدها الرأي العام المحلي، أغلقت، يوم الجمعة الماضي، أكثر من 10 مقاهى للشيشة بمدينة الجديدة أبوابها في وجه زبنائها من مدخني النرجيلة، من بينهم قاصرات وبائعات هوى ووسيطات دعارة وتجار مخدرات وأصحاب البلية؛ وذلك على خلفية القرار الذي أقدمت عليه السلطة يوم الأربعاء بتنفيذ قرار الإغلاق في حق مقهى «ارشنور» بشارع محمد السادس. وقد عاينت الاتحاد الاشتراكي، صباح يوم الجمعة، إغلاق أبواب أغلب مقاهي الشيشة بالمدينة، مع تعليق لائحة كتب عليها اسم «مغلق تضامنا مع مقهى ارشنور». ماذا يمكن للمرء أن يفهم من هذه الحركة الاحتجاجية لبعض أرباب المقاهي التي تقدم الشيشا الممزوجة بأشياء أخرى وتستقبل فتياتنا القاصرات لاستغلال أجسادهن الغضة وتقضي على براءة وسلامة أطفال يتابعون دراستهم ببعض الإعداديات... هل تدافع عن مصالح مروجي المخدرات أم تدعم سماسرة الدعارة؟!... الواقع أنها تدافع عن الاثنين وتنحاز لهما عندما تحتج ضد القانون وتضرب بهيبة الدولة وسلطتها عرض الحائط من أجل أموال غفنة مقابل تهديد بل القضاء على عفة وكرامة بناتنا وسلامة أبنائنا الذين يغرقون يوما بعد يوم في الإدمان ويسقطون في حضيض الرذيلة وتأخذهم دوامتها إلى ما لانهاية... إذن، كان الأحرى بأصحاب هذه المقاهي المغلقة أن يعلقوا لافتة كتب عليها «مغلق ضد القانون ومع العفنون». إنها حركة احتجاجية أثارت تعجب، بل استنكار ساكنة الجديدة وضيوفها، كما أثارت استهجان الفاعلين السياسيين والحقوقيين جراء هذه الحركة الاحتجاجية والتضامنية ضد القانون والنظام والأخلاق دفاعا عن الرذيلة والفساد والاتجار والتعاطي للممنوعات والإدمان عليها؛ وبالتالي إغواء القاصرين من الجنسين. يقول أرباب مقاهي الشيشا بعاصمة دكالة إنهم يعتزمون تأسيس جمعية تحت اسم «جمعية أرباب المقاهي بالجديدة» من المرجح أن يكون شعارها «ما تقيس الشيشا»؛ وذلك من أجل التنظيم قانونيا ومن أجل الدفاع عن حقوقهم في ترويج سموم الشيشا وغيرها... من جهة أخرى، قال مصدر مسؤول ردا على ما أقدمت عليه مقاهي الشيشة، إنه لا تراجع مطلقا عن محاربة الشيشا بالمقاهي والأماكن العمومية. وأضاف أن قرارات صدرت في حق العديد من المقاهي سيتم إغلاقها تباعا، وأن تأسيس هذه الجمعية مجرد فقاعة صابون ستنفجر في وجه أصحابها، خاصة وأن بعضهم لا يملك من المقهى ومقوماتها سوى نرجيلة ونقال مخصص للمواعيد ليس إلا... إنها، إذن، سلامة أبنائنا وكرامة وطننا وإعمال قوانيننا في المحك... فهل ستعطل القوانين وستهزم هيبة الدولة أمام لوبي الشيشا الذي بدأ يضغط بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة... أم أن لا مجال للانهزام في تصريف قرارات تمنع ترويج الشيشا وأن مقاومتها لا هوادة فيها؟!...