يقد بها جميع العمليات التي يساهم فيها الفرد في صنع القرار السياسي والإداري، الهادف إلى التحكم في الموارد الوطنية للمجتمع وعلى كافة الصعد والمستويات، وتمثل المشاركة السياسية سلوكًا مباشراً أو غير مباشر يصدر عن الأفراد غالبًا ما يكون الهدف منه أن يكونوا جزءًا من العملية السياسية القائمة، وهي تعبير عن المواطنة والانتماء، ومن الجدير بالذكر أن عملية المشاركة السياسية هي صورة من صور الديمقراطية، فهي تعبر بشكل أساسي عن مبدأ السيادة الشعبية، وتقاس الأنظمة الديمقراطية من عدمها بمدى تمكن الشعب من مشاركته في الحياة السياسية، فضلًا عن ذلك يجب أن تقوم هذه العملية على أساس الحقوق المتساوية لجميع أبناء الشعب. ما خصائص المشاركة السياسية؟ غالبًا ما تتصف المشاركة السياسية داخل البلد بالعديد من السمات أو الخصائص العامة ولعل من أهمها ما يأتي: سلوك اختياري تطوعي توصف المشاركة السياسية بأنها عمل اختياري يقوم به الإنسان بكامل إرادته الحرة دون أن تكون هنالك ضغوط من جهات أو مؤسسات عامة أو خاصة، وعليه فهو عمل يختار الإنسان القيام به نتيجة شعوره بالمسؤولية تجاه مجتمعه بالكامل. أساس الديمقراطية تعد مشاركة فئات الشعب بمختلف توجهاتها الأساس الذي يقوم عليه النظام السياسي الديمقراطي في أي دولة من دول العالم، كما أنها تشكل الوسيلة الأبرز في تطور ونمو الديمقراطية وازدهارها، حيث تقاس مستوياتها من خلال مدى تمتع المواطن بفرصته للمشاركة في الحياة السياسية وتمكنه من قول رأيه الخاص. سلوك إيجابي من الخصائص الأساسية للمشاركة السياسية هي أنها سلوك إيجابي للفرد داخل المجتمع، بغض النظر عن الموضوع الذي يشارك به سواء كان انتخاباً أو التصويت على قانون معين أو دستور؛ فهي في المحصلة سوف تترجم إلى عمل فعلي له صلة كبيرة بحياة الناس داخل هذه الدولة أو المجتمع. واسعة التطبيق من الخصائص التي تميز المشاركة السياسية أنها عملية لا تتقيد بمكان واحد أو بجغرافية واحدة، إذ يمكن أن يمارسها الشخص الموجود داخل الدولة، كما يمكن أن يشارك فيها الشخص المتواجد في الخارج عن طريق سفارة بلاده. تغذي الشعور بالمسؤولية تعد عملية المشاركة السياسية من أهم الطرق التي تنمي شعور الإنسان بالانتماء إلى بلده، كما أنها تشجعه على طرح المبادرات الرامية إلى النهوض بواقع البلد، لتحقيق الغايات والأهداف السامية في حياة أفضل لجميع الناس. حق أساسي تعد المشاركة السياسية حقًا أساسيًا من الحقوق التي ينبغي أن يتمتع بها كل مواطن في المجتمع، فمن حقه أن يختار من ينوب عنه في تشريع القوانين، كما أن من حقه أن يختار الانضمام إلى الحزب السياسي أو النقابة أو التجمع الذي يراه يعبر عن رأيه وطموحه في الحياة، وغيرها من صور المشاركة السياسية. توجه الفكر الجماعي نحو الأفضل إن أهم نتيجة أو سمة للمشاركة السياسية أنها عملية توجه الفكر الجمعي للمجتمع نحو الأفضل، كما أنها في بعض الأحيان توحده في اتجاه واحد، وهي جميعها مظاهر تعمل على تنمية وتطوير الحياة السياسية بغض النظر عن نوع وطبيعة المشاركة هذه. ما مراحل المشاركة السياسية؟ مرحلة المتابعة والاهتمام بالوضع السياسي وهي مرحلة يبدأ فيها الفرد بمتابعة قضايا البلد العامة والأحداث السياسية الجارية فيه، خاصة بعد أن يكون قد وصل مرحلة عمرية تتسم بالنضوج الفكري، ويمكن أن تتحول هذه المرحلة من مجرى الاهتمام والمتابعة إلى الاشتراك في بعض المناقشات وتبادل الآراء على صعيد الأسرة أو العمل. مرحلة المعرفة بجميع أركان العملية السياسية وهي مرحلة يتعمق بها الفرد بالتعرف ومتابعة جميع أركان العملية السياسية مثل النواب والوزراء ورؤساء الحكومة، وما هو الدور الذي يقوم به كل شخص أو سلطة عامة في البلاد. مرحلة العمل والمشاركة الفعلية تبدأ هذه المرحلة عندما يقرر الفرد المشاركة الفعلية بالعملية السياسية الجارية في البلاد ومنها مساندة الحملات الانتخابية المعنوية أو المادية، أو من خلال المشاركة في الانتخابات، أو المشاركة في الاستفتاءات القانونية والدستورية وغيرها من مظاهر العمل السياسي. مرحلة المطالب السياسية وهي المرحلة الأخيرة في المشاركة السياسية والتي يصبح فيها الفرد إحدى الأدوات الفاعلة في العملية السياسية، كالانتماء إلى الأحزاب السياسية، أو الجمعيات التطوعية، أو مؤسسات العمل المجتمع المدني وغيرها من الأنشطة المتخصصة في مجال العمل العام السياسي.