يقال: "الكذوب.. فيه وفيه"، في إشارة إلى كذب يمكن للعقل البشري أن يستوعبه، وكذب لا يمكن بأي حال من الأحوال تصديقه، خاصة حينما تكون طبيعة "الكذبة" لا تستقيم والظروف المحيطة بها، تماما كما حصل أمس الأربعاء بالجزائر، حينما روج إعلامها الموالي لنظام العسكر الحاكم، خبرا مثيرا، ادعت من خلاله استقبال الجارة الشرقية ل 9 ملايين مشجع منذ انطلاق بطولة إفريقيا للمنتخبات المحلية "شان". هذا الرقم المفضوح (9 ملايين مشجع)، جر على إعلام الكابرانات موجة سخرية عارمة، بل وجعل من الجزائر، أضحوكة بين الأمم العربية والإفريقية، سيما أن الرقم يستحيل تحقيق بالجارة الشرقية حتى في سنة، لأسباب عدة، مرتبطة أساسا بضعف بنية الاستقبال، وهنا الحديث عن الفنادق والمطاعم، إلى جانب عدم قدرة مطار "الهواري بومدين" على استقبال رقم كبير من هذا الحجم، دون الخوض في تفاصيل ضعف مستوى المنتخبات المشاركة في "شان" الجزائر، وعدم جاذبية البطولة في غياب المنتخب المغربي، حامل لقب النسختين الماضيتين، و منتخبي مصر وتونس اللذين يعدان الأبرز على مستوى القارة السمراء. وكدليل على أن هذه "الكذبة" يصعب تصديقها، نذكر أن دولة قطر التي نظمت أفضل بطولة كأس العالم على مر التاريخ، بحضور أبرز المنتخبات العالمية التي تعج بالنجوم، لم يتجاوز عدد زوارها آنذاك 1.4 مليون زائر، وهي من هي، دولة خصصت لهذا الحدث الكروي العالمي، أضخم ميزانية على الإطلاق (220 مليار دولار). المثير في الموضوع، أن إعلام العار بالجارة الشرقية، يواصل مسلسل كذبه المفضوح دون حرج أو استحياء، ويصر في كل مناسبة على اختلاق أحداث ونشر أرقام ومعطيات يعلم يقينا أنها غير صحيحة، ما يؤكد أنه على علم تام بأن "القطيع" عنده يستقبل ويستهلك كل ما يقدم له دون نقاش، تماما كما حصل بعد نهاية حفل افتتاح "الشان"، حينما ادعت وسائل إعلام محلية أن عدد متابعيه (الحفل) تجاوز 100 مليون مشاهدة، 29 مليون منها من المغرب.