عرفت مدينة سطات في الساعات الأخيرة من سنة2022 افتتاح الدورة الرابعة من المهرجان الدولي للتراث الإفريقي في دورته الرابعة والمقامة على مدى يومين (30 و 31) بالمركب الثقافي تحت شعار: "أخوة أفارقة، تراث متنوع". وبأهازيج مغربية محلية خالصة للفرقة الشعبية التراثية بقيادة الفنان الشعبي عمر ايدار وبمشاركة فرقة المنار، تم تشنيف مسامع الحضور وضيوف الشرف الذين تفاعلوا مع هذا اللون الشعبي المحلي ورقصوا على إيقاعاته في تعبير صادق وعفوي عن التآلف الروحي والتآخي بين الأشقاء بالقارة السمراء. بعد وصلة الترحاب بالحضور وضيوف الشرف، السادة القناصلة لدولة جزر القمر ودولة الكابون والمرافقين لهم والسيد باشا مدينة سطات وعدد من المسؤولين؛ جاءت لحظة الوقوف للنشيد الوطني و"بشعار الله، الوطن، الملك" افتتحت فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للتراث الإفريقي. وفي مستهل الحفل؛ ألقى السيد عبد المجيد حميل الدين رئيس جمعية أثر ومدير المهرجان الدولي للتراث الإفريقي؛ كلمة ترحيبية، عبر من خلالها عن سعادته بكل من استجابوا لهذه الدعوة وحضروا فرادى وجماعات وحجوا إلى سطات الجميلة، كما اعتبر حضورهم شرفا ليس للمهرجان فحسب بل شرف للمدينة ككل، سواء في هذه الدورة وكل سابقاتها ولاحقاتها. هذا وأشار في معرض كلمته السيد عبد المجيد حميل الدين إلى أن المهرجان الدولي للتراث الثقافي عبارة عن لوحة فنية شعبية تنقل إلينا ثقافة وحضارة أشقائنا على قارتنا السمراء كما تعرفهم بتراثنا وحضارتنا العريقة، مثلما تنقل إليهم تراث وحضارة المملكة المغربية الشريفة. وأضاف؛ أن إدارة المهرجان ستواصل الجهود على درب التآخي بين المملكة ودول الجنوب إيمانا بما للمجتمع المدني من أدوار طلائعية في إرساء الدبلوماسية الموازية التي تتماشى والتوجه الملكي السامي لجلالة الملك محمد السادس في الانفتاح على دول جنوب الصحراء. ولذلك؛ فإن إدارة المهرجان أبت إلا أن تجعل نسختها الرابعة فرصة لدعم وتعزيز التبادل الثقافي والفني الإفريقي، وتأكيد روابط الأخوة وتثمين المشترك الإنساني والتراث اللامادي الذي يربط بين الشعوب والذي يتماشى أيضا ومساعي الحكومة المغربية في إشراك خريجي دول جنوب الصحراء من طلبة و متمرنين وعمال مقيمين في الحياة الجمعوية والاجتماعية بالبلد المضيف. أما السيد ياسين الزياني وهو بالمناسبة "فنان الوتره" والمدير الفني للمهرجان الدولي للتراث الإفريقي، ففي كلمة له؛ قال: "إننا كجهة منظمة استحضرنا التوجه الملكي السامي لجلالة الملك سيدي محمد بن الحسن نصره الله وأيده في الانفتاح على دول جنوب الصحراء، لذلك ارتأينا أن تكون هذه الدورة على شرف دولة القمر. ولهذا الغرض استدعينا سعادة الدكتور سعيد عمر سعيد حسن قنصل جمهورية القمر وأول دبلوماسي لدولة القمر بمدينة العيون، مرفوقا بقنصل دولة الكابون ونائبة السفير". وأضاف: "نحن سعداء جدا باستقدام الإخوة الأفارقة في إطار تبادل الثقافات والانفتاح على الآخر.. ولتثمين هذا التراث وهذه التقاليد والعادات المشتركة التي تجمعنا، سهرنا لان يكون برنامج النسخة الرابعة لوحة فنية وكشكولا لعروض راقصة مع مشاركة متميزة للفنانة Asna من أصول قمرية، والتي جاءتنا من فرنسا خصيصا لتشاركنا أجواء هذه النسخة المتميزة للمهرجان الدولي للتراث الإفريقي." وبالمناسبة، حاورت الإعلامية نادية الصبار السيد القنصل العام لجزر القمر بالمملكة المغربية، سعيد عمر سعيد حسن، وهذا نص الحوار: - بداية، نرحب بكم ببلدكم الثاني "المغرب" وماهي ارتساماتكم حول هذه المناسبة والحضور كضيف شرف للمهرجان الدولي للتراث الإفريقي في دورته الرابعة تحت شعار: "أخوة افارقة، تراث متنوع"؟ الجواب: بصفتي القنصل العام لجزر القمر، أشكر على هذه الالتفاتة الكريمة وسعيد جدا بالحضور كضيف شرف النسخة الرابعة من المهرجان الدولي للتراث الثقافي تحت شعار "أخوة أفارقة، تراث متنوع". وأن تكون هذه النسخة على شرف دولة القمر التي انتسب إليها وأمثلها دبلوماسيا بالمملكة المغربية العلوية الشريفة. سعيد جدا بالدعوة الكريمة واخص بالشكر إدارة المهرجان في شخص كل من السادة رئيس المهرجان الدولي للتبادل الثقافي عبد المجيد حميل الدين والمدير الفني ياسين الزياني وكل القائمين على هذه التظاهرة. وسعيد أكثر بهذا التلاقح الثقافي وهذه الفرصة التي سنحت لطلاب دولة القمر الذين يدرسون داخل المملكة بالمشاركة في هذا العرس الثقافي والفني والتراثي، وسعيد جدا بحضور الفنانة القمرية "أسنا" التي حضرت من فرنسا خصيصا لتشارك في هذا الحدث والذي يدخل ضمن التلاقح الثقافي بين شعوب الجنوب والشعب المغربي، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل؛ بل، يؤكد على العناية المولوية السامية في الانفتاح على دول الجنوب والمساهمة في هذا الانفتاح فعليا من خلال تظاهرات مماثلة، والتي تعد فرصة ثمينة من أجل أي تبادل ثقافي وتراثي وفني أوفلكلوري بيننا وبين المملكة وبين شعبينا، ولإعطاء قيمة مضافة لهذا التراث وتثمينه، وفرصة كذلك من أجل تأمين التبادل الثقافي من أجل علاقات قوية وعيش مشترك ومصير مشترك. - تم تعيينكم مؤخرا كأول دبلوماسي لدولة القمر بمدينة العيون؟ فماهي رسالتكم؟ وماذا يمكن أن تقدم دولة القمر لملف الصحراء المغربية؟ كما قلتم سيدتي الكريمة نادية الصبار؛ بالفعل فنحن أول دبلوماسي معتمد في الصحراء المغربية وأول ديبلوماسي قمري، وهذه شامة فخر أعتز بها وافخر، وأيقونة وعلامة بارزة تبصم على الصداقة المتينة بين بلدينا. وهذا يدل وبقوة على أنه ليس لدينا أي لبس أو غموض أو أدناه شك حول مغربية الصحراء، وفخورون أن نكون أول قنصلية بالعيون المغربية.. اليوم توجد 30 قنصلية.. جزر الكرايب ودول أمريكا اللاتينية والولايات المتحدةالأمريكية التي دشنت سفارتها بجنوب الصحراء بكل من الداخلةوالعيون تأكيدا منها على مغربية الصحراء، ونحن فخورون أن تكون جزر القمر واحدة من بين هذه الدول. وكدبلوماسي؛ صدقا أقول على أن المغرب بصدد تأسيس مرحلة هامة وحاسمه من تاريخ المغرب المعاصر ولنا شرف المساهمه فيه. وجوابا على سؤالكم سيدة نادية الصبار حول ما قد تقدمه دولة جزر القمر من أجل قضيه المغرب الأولى، نقول أننا أول دولة ساندت قضية الصحراء المغربية وموقفنا واضح ولم يتبدل منذ سنه 1978، وسنواصل من أجل هذا الملف ومن أجل تحسيس بلدان أخرى حول مغربية الصحراء المغربية، وسنسعى جاهدين لضحض كل الأقاويل ودفع كل المغالطات التي تحاك حول ملف الصحراء المغربية. ودورنا أن نجعل العالم يفهم أن قضية الصحراء المغربية ليست للمزايدة وأنه مشكل مفتعل لا غير، وسنسعى جاهدين لتحسيس الدول التي لا تملك من الوضوح السياسي ما يجعلها تقول كلمتها حول مغربية الصحراء، خاصة دول الجوار ودول القارة السمراء، كل ذلك من أجل مستقبل واحد ومصير واحد سيجمعنا، لذا؛ علينا أن نكون صفا واحدا".