لم يعد حلما؛ بل صار حقيقة ما بلغه المنتخب الوطني المغربية، ممثل الدول المغاربية والعربية والإفريقية، من تقدم في إقصائيات مونديال قطر 2022. ووصل "أسود الأطلس" إلى "المربع الذهبي" لينافس فرنسا خلال مباراة يوم الأربعاء المقبل، على أمل بلوغ النهائي كسابقة في تاريخ كرة القدم المغربية. هذا "الإنجاز التاريخي" في عرس كروي كبير مثل كأس العالم سيدفع عددا من الصحف وكذا الرعايا، بلا شك، إلى البحث عن المغرب؛ عن موقعه الجغرافي، لغته، ثقافته، هويته، وكل ما يرتبط بالمعيش اليومي للمواطنين المغاربة. ومن المرتقب، وفق مراقبين، أن يستفيد المغرب من هذا التقدم الكروي (ال11 مؤقتا في تصنيف الفيفا)، لاسيما في الشق الاقتصادي، وبالضبط في قطاع السياحة. المراقبون أنفسهم يتوقعون أن يأتي زوار من كل أصقاع العالم لاكتشاف المغرب، الذي بات حديث الصحف والوكالات العالمية للتعرف عليه والتغول في دروبه. محمد جدري، خبير ومحلل اقتصادي، لم ينف أن المغرب سيجني منافع اقتصادية لم تكن في الحسبان، لاسيما المتعلق بالسياحة والاستثمار. وبالتفصيل، أردف جدر، في تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ستجني ما لا يقل عن 25 مليون دولار، بالإضافة كذلك إلى أن القيمة التسويقية للاعبي المنتخب سوف ترتفع عاليا". المحلل الاقتصادي نفسه لم يستبعد أن "يرتفع الطلب الداخلي"، شارحا أن "المغاربة استهلكوا ما لا يقل عن 5 ملايير دراهم خلال الأسبوعين الماضيين، عن طريق شراء الفانيلات والأعلام وإيرادات المقاهي والمطاعم". هذا وتابع الخبير الاقتصادي المذكور أن "إيرادات الإعلانات والإشهارات تزيد من نفقاتها بالنسبة إلى المشهد الإعلامي مع استمرار مشوار المغرب في المونديال"، مستحضرا أيضا "ارتفاع السومة السوقية لوجهة المغرب السياحية". ومضى جدري بقوله إن "العديد من المواطنين الأجانب سيحاولون استكشاف المغرب، نظرا إلى ما عرفه من صيت 'مفاجئ' خلال مشواره الرياضي في قطر"، لافتا إلى أن "عدد مشاهدي مباراة المغرب والبرتغال فاق مليار متتبع عبر العالم". وتوقع المحلل الاقتصادي أن "يظهر استثمار من نوع آخر؛ يكمن في رغبة الآباء في الاستثمار في أبنائهم رياضيا، كرة القدم بالضبط، عبر محاولة تسجيلهم في أندية رياضية في أفق المضي بهم قدما في عالم "الساحرة المستديرة". وبخصوص الزيارات السياحية؛ اعتبر جدري أن "المغرب سينتعش سياحيا، لاسيما من خلال توافد زوار من شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية والدول الآسيوية، التي لم تسمع ببلادنا قبل مشاركة المغرب الناجحة في مونديال قطر 2022". تجدر الإشارة إلى أن المغرب فاز على منتخبات كل من بلجيكا وكندا والبرتغال، ثم تعادل مع كرواتيا، وصيف الفائز بكأس العالم لسنة 2018 المنظم في روسيا، ما أهّل "أسود الأطلس" لبلوغ نصف نهائي مونديال قطر 2022.