مع قرب انطلاق فعاليات البطولة الأكثر شهرة في عالم كرة القدم، يستعد الاقتصاد القطري لجني مكاسب ضخمة متأتية من العائدات أثناء إقامة المونديال، وكذا من المداخيل المتوقعة بعد انتهاء كأس العالم المقررة خلال الفترة الممتدة من 20 نونبر إلى 18 دجنبر 2022. وبصفتها أول دولة عربية تستضيف كأس العالم، استعدت قطر لاستقبال الفرق المؤهلة وجماهير كرة القدم القادمين من مختلف بقاع العالم من خلال تشييد ثمانية ملاعب تمتثل للمعايير الدولية المختارة والمعتمدة لاستضافة مونديال 2022 الذي سيعرف مشاركة 32 منتخبا وسيشهد توافد قرابة مليون ونصف مشجع. ومما لا شك فيه أن تدفق المشجعين من كل أنحاء العالم سيكون له انعكاسات إيجابية على الأداء الاقتصادي لقطر، من خلال إعطاء دفعة قوية لقطاعات السياحة والصناعة الفندقية والمطاعم، وكذا للشركات العاملة في مجال التكنولوجيا الرياضية. وفي هذا الصدد، كشف رئيس اللجنة التنفيذية لمونديال قطر 2022 ، ناصر الخاطر، عن إمكانية جني أرباح تصل إلى 9 مليارات دولار من تنظيم بطولة كأس العالم 2022. كما توقع المسؤول أن تبلغ العائدات الاقتصادية للمونديال 17 مليار دولار، وهو مبلغ يشمل العائد المادي المتوقع أثناء البطولة، وكذلك الإيرادات المتوقعة بعد انتهاء البطولة، خاصة من السياحة. وتشير توقعات أخرى إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر سيتيح فرصة جلب مداخيل بقيمة 4 مليارات دولار متأتية من النفقات السياحية في الشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاقتصادي محمد جدري، في تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن دولة قطر أضحت اليوم ضمن نادي الكبار، مبرزا أن خطة "رؤية قطر الوطنية 2030" تهم تطوير البنيات التحتية (المطارات والموانئ والمترو والترام والمستشفيات والجامعات..)، وتستند على أربع ركائز هي التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والتنمية البيئية. وأوضح أن تنظيم قطر لبطولة كأس العالم لسنة 2022 يندرج ضمن هذه الرؤية الاستراتيجية، مشيرا إلى أن الميزانية المخصصة لتهيئة الملاعب لا تتجاوز 10 مليارات دولار، لكن نفقات مشاريع تحديث البنيات التحتية تبلغ ما مجموعه 220 مليار دولار. كما أورد أنه من المتوقع أن تجتذب بطولة كأس العالم على مدى 29 يوما أكثر من 1,7 مليون زائر للدوحة، حيث سيبلغ عدد الزوار خلال أكثر أيام البطولة ازدحاما قرابة 500 ألف في البلاد. وبحسب تقديرات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، فإنه من الممكن أن يسعى نحو 40 مليون شخص لزيارة قطر بعد انتهاء البطولة. وأبرز الخبير الاقتصادي أنه ي توقع أن تبلغ الإيرادات المالية المباشرة من كأس العالم 2,2 مليار دولار، وأن تصل الإيرادات الاقتصادية طويلة المدى خلال الفترة الممتدة من 2022 إلى 2035 إلى 2,7 مليار دولار، إذ من المتوقع ازدهار إيرادات السياحة أثناء بطولة كأس العالم وبعد انتهائها. أما في الشق السياحي، فقد استعدت قطر لاستضافة كأس العالم من خلال مجموعة من المشاريع الضخمة والفنادق الجديدة والمطاعم والمتنزهات … بغية تعزيز الجهود الرامية للترويج لوجهة "قطر". كما أطلقت قطر العديد من العروض الكفيلة بجذب المزيد من الزوار الذين ي سمح لهم بربط رمز حجز تذاكر المباريات بغرفة للإقامة في الفنادق المخصصة لاستقبالهم أثناء هذا الحدث، مما قد يشجع السياح على تمديد فترة مكوثهم لبضعة أيام إضافية. ولم تقدم قطر أي "باقة" استثنائية متعلقة بكأس العالم، إلا أن شركة الطيران في البلاد أطلقت حزم السفر الخاصة بها للمشجعين القادمين من 27 دولة، بما في ذلك تذاكر المباريات ورحلات الذهاب والعودة وخيارات الإقامة. ستتجه أنظار العالم قريبا إلى دولة الخليج التي ستستضيف هذه البطولة العالمية الكبرى، وهي فرصة متاحة أمام الاقتصاد القطري من أجل الاستفادة من مكتسباتها والنهوض بقطاع السياحة وتعزيز نشاطه.