شاد السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالاستعدادات التي تقوم بها قطر لتنظيم مونديال 2022، مشيرا إلى أنه طوال عضويته في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يجد دولة تقوم بتجهيزات لتنظيم أي حدث مثلما تقوم به قطر قبل المونديال . وقال إنفانتينو في لقاء مطول مع وسائل الإعلام المحلية لدى جولته في ملعب لوسيل الذي سيستضيف نهائي بطولة كأس العالم، إن مونديال قطر 2022 سيكون الأفضل على الإطلاق في تاريخ بطولات كأس العالم، مؤكدا أن هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها ملاعب جاهزة قبل الحدث بعامين كاملين، لافتا إلى أن الملاعب الثمانية في قطر التي ستستضيف نهائيات كأس العالم، تعد من أفضل الملاعب على مستوى العالم من كافة الأوجه . وأبدى إنفانتينو إعجابه الشديد بالتسهيلات الكبيرة التي تسعى قطر لتقديمها من أجل زوار المونديال، حيث يمكنهم التنقل داخليا والوصول إلى الملاعب بعدة طرق مختلفة تراعي الأمن والسلامة عبر تخطيط رائع لتنفيذ مشاريع وملاعب مونديال 2022، والتي ستتمتع الجماهير من كل أنحاء العالم باستعمالها. وأوضح إنفانتينو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يعمل مع قطر لتسهيل كل العقبات في طريق تنظيم أفضل نسخة من بطولة العالم على الإطلاق، مشيرا إلى أن مونديال قطر 2022 سيكون لكل المنطقة العربية وليس قطر فقط، وأن الجميع سيفخر بمشاركة كل العرب في إنجاح هذا الحدث . وأعرب عن أمله في مشاركة كل المتواجدين في المنطقة الخليجية والعربية للاحتفال في قطر بمونديال 2022، معتبرا أن السياسة شأن خاص وليس لها علاقة بالرياضة، وأنه يثق في مشاركة كل من في الخليج العربي والمنطقة العربية في هذه المناسبة لأنهم يعشقون كرة القدم. وشدد رئيس الفيفا على أن مونديال قطر المتقارب المسافات سيكون مختلفا بصورة كلية عن البطولات السابقة، حيث ستتمكن الجماهير للمرة الأولى من مشاهدة أربع مباريات في يوم واحد، وهو ما لم يحدث من قبل، كما سيكون أمام المشجع فرصة لحضور جميع مباريات المونديال . واعتبر إنفانتينو أن تجربة قطر في تنظيم المونديال ستكون فريدة من نوعها ولن تنسى في تاريخ بطولات العالم في ظل الاستعدادات المميزة التي تم إنجازها إلى الآن، وما سيتم إنجازه خلال العامين المقبلين قبل الانطلاقة الرسمية، منوها بجهود العاملين في مشاريع مونديال قطر وخاصة التصاميم المميزة للملاعب سواء كانت ستبقى بعد البطولة أو سيتم تفكيكها والتبرع بها كما هو في إرث مونديال قطر، مشيرا إلى أن دولة قطر ستجذب لها أنظار جميع العالم خلال الفترة المقبلة و فترة المونديال . كما تطرق إنفانتينو إلى الإنجازات الأخيرة لدولة قطر الخاصة بالعمالة وتحديدا الحد الأدنى لأجور العمال، معتبرا أنها ليست رسالة قوية للعالم فقط وإنما تأكيد على أن قطر تطبق توجهاتها على أرض الواقع وليست فقط مجرد دعاية . وأشار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى أن عدد سكان قطر سيتضاعف خلال فترة المونديال في ظل حضور من مليون إلى مليوني زائر إلى البلاد، لافتا إلى أن قطر بلد آمن ويحتوي كل الزائرين، كما عودنا بحسن الاستقبال وكرم الضيافة . وحول عائد الاستثمار والإيرادات المتوقعة من مونديال قطر، أوضح إنفانتينو أن الأمر سيكون أعلى قليلا من كأس العالم الماضية في روسيا، حيث ربما تصل الإيرادات إلى حوالي ستة ونصف مليار دولار أمريكي . وبسؤاله عن توقعاته لشكل المنافسة في المونديال وعن هوية البطل هل سيكون من أمريكا الجنوبية أم من أوروبا قال إنفانتينو: أرى أن فوز المنتخبات الأوروبية بكأس العالم لم يكن مصادفة في السنوات العشرين الأخيرة، حيث عملوا بصورة كبيرة جداً ونجحوا في حصد البطولة خلال النسخ الأربع الأخيرة، معربا عن أمله كرئيس للفيفا في تنوع الفوز باللقب العالمي بين مختلف القارات، مشيرا إلى أن إقامة منافسات مونديال 2022 في شهر نونبر، سيعني بداية موسم بالنسبة للاعبين وليس نهايته، وبالتالي ستكون الجاهزية كبيرة لجميع المنتخبات، فعندما يأتي اللاعبون بعد موسم شاق ومرهق تكون الأمور مختلفة مقارنة بالأمر عندما يأتون في أفضل حالاتهم، وهذا قد يصنع الفارق. واعتبر إنفانتينو أن بطولة كأس العرب التي ستنظمها قطر في شهر دجنبر عام 2021 بمشاركة جميع المنتخبات العربية، ستكون بروفة جيدة لمونديال 2022 كونها بطولة رسمية وتحت رعاية الفيفا، وستشهد مشاركة 22 منتخبا عربيا من قارتي إفريقيا (12 منتخبا) وآسيا 10 منتخبات، وستقام على ملاعب المونديال التي ستستضيف بعد عام أكبر حدث كروي في العالم. وأشار إلى أن هناك 22 منتخبا عربيا أبدوا موافقتهم على المشاركة في بطولة كأس العرب، إلا أن نهائيات البطولة التي ستقام في قطر ستضم 16 فريقا فقط سيتم تقسيمها على أربع مجموعات، لافتا إلى أنه سيتم توزيع المنتخبات وفق تصنيف الأفضل في الفيفا بتأهيل أول عشرة منتخبات في التصنيف إلى النهائيات، فيما سيلعب 12 منتخبا في الدور التمهيدي من أجل تأهل 6 منتخبات إلى النهائيات. وأعرب رئيس الفيفا عن أمله في تواجد جميع المنتخبات العربية في البطولة التي ستكون بمثابة احتفال لحوالي 450 مليون عربي، وسيحضرها الجماهير من كل الدول العربية من أجل مشاهدة منتخباتهم والاستمتاع بملاعب المونديال، فضلا عن أن هذه البطولة ستحدد المنتخب العربي الأفضل. وشدد إنفانتينو على أنه سيكون من الجيد مشاركة المنتخبات العربية باللاعبين الدوليين، خاصة أن البطولة محددة في الأجندة الدولية منذ وقت سابق، لافتا إلى أنه من الضروري أن تعطي الأندية لاعبيها الفرصة للتواجد والمشاركة في بطولة من هذا المستوى، وأن الفيفا سيرى ما يمكن أن يفعله بالحديث مع الاتحادات القارية في هذا الشأن، خاصة أن هذه بطولة جديدة ومهمة وتعتبر خطوة نحو المستقبل.