الفرح الاجتماعي والسياسي متعذر جدا في هذا البلد السعيد (على وزن اليمن السعيد، في هذا الواقع العنيد) حاليا على الأقل. وحتى لا تمر هذه الاجيال دون شغف جماعي، مناسب تماما أو نسبي، ربما يأتي قريبا أو بعيدا لفترة أو حقبة معينة ثم يمضي ليحل محله حزن وبؤس عام جديد..
لا يد من تفهم استعداد هذا "الشعب" (الجمهور) للفرح بسبب تأهل "فريقه الوطني" للدور الثاني في بطولة كأس العالم، وخروجه الحاشد إلى الشوارع.. واحتفاله في المنازل والمقاهي والحدائق والحانات ابتهاجا بفريق من شباب طموح ومتمكن من اللعبة، لا يقيم غالبيتهم داخل الوطن، لكنهم متشبثون بالانتماء الوجداني إليه.
لأباس من قليل من الفرح والصراخ الجنوني وترديد الاغاني المرتبكة غير الملائمة في غالبيتها للحدث، لعدم نحث "كبسولات" التعبير عن الفرح (الجماعي) مغربيا، إلا ما نذر.
لا بأس من الهتاف ل"الفريق الوطني" رغم مؤشرات التنمية المتقهقرة والغلاء الحارق والتيئيس المتفشي في معظم مناحي الحياة..
المزيد من التذمر، لا يمكن ترجمته -بالضرورة- لفعل عام لمواجهة هذا الوضع المؤسف والمتردي (او العكس). الإحساس بالظلم لا يعني بالضرورة القدرة أو الرغبة في التصدي له، بل قد تتحكم في ذلك معطيات وعوامل وحتى صدف أخرى.
عوامل تاريخية أو طارئة وتضحيات جسيمة وبأفق واضح، ومتوافق عليه (برنامج حد أدنى) قد تساهم في خلخلة هذا الوضع، ليس بالضرورة أن يكون من بينها الإقصاء أو هزيمة في مباراة او تظاهرة رياضية عالمية في كرة القدم.
مبروك لكل عناصر "المنتخب المغربي" بهذا الفوز الجميل والمتعب نفسيا لمعظم الجمهور، خصوصا في لحظاته الاخيرة، وهنيئا لكل من احتفل بهذا التأهل.. وبكل اشتياق لأمل ما في "اجمل بلد في العالم"!
وليرفرف علم فلسطين (بكم) عاليا بين الأمم في هذه التظاهرة الدولية الحاشدة.. يحمل قضية شعب وأرض وطموح الأحرار في كل مكان بالانتصار.