نفت المصالح الطبية بجهة طنجةتطوان، انتشار مرض المينانجيت بالمناطق القروية الممتدة بين شفشاونووزان حتى حدود إقليمالحسيمة، المنطقة المسماة بالريف الغربي والتابعة للمديرية الجهوية للصحة بجهة طنجةتطوان، منطقة تعرف دائما انتشارا غير مسبوق لداء المينانجيت لكن بحدة مختلفة، من سنة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى. حيث تسجل بها أعلى نسب الإصابة سواء حسب الإعلانات الرسمية أو غير الرسمية، فالوفايات متعددة، والإصابات أيضا لا تحصى، أحيانا لكون الكثير من المصابين وأهاليهم نادرا ما يصلون إلى المستشفى أو المركز الطبي. مصادر متفرقة أكدت وجود حالات بمناطق مختلفة بضواحي شفشاون، كحال منطقة بني فغلوم، بني أحمد وحتى باب برد، بعضها وصل إلى الحالات الحرجة وأخرى تمكنت من تلقي العلاجات الضرورية في الوقت المناسب، مصدر مقرب أكد للجريدة أن هناك عددا لا يستهان به من الإصابات التي تسجل بمناطق نائية ولا يتمكن أهاليها من الوصول إلى المستشفى أو المراكز الطبية. فالأمراض تصيب سنويا الكبار والصغار بتلك المناطق النائية دون أن يهتموا لسببها كثيرا، وهو أمر وقفت عليه الجريدة في زيارات سابقة لبعض من تلك المناطق، التي دفنت أبناءها دون العلم بسبب وفاتهم الحقيقية، فيما غالبية المتتبعين يعتقدون أن الأمر يتعلق في الغالب بحالات المينانجيت. المصالح الطبية نفت مؤخرا وجود وفيات بمنطقة تطوان والمضيق الفنيدق، لكنها أكدت وجود حالات من الإصابة بهذا المرض، حيث يستقبل مستشفى تطوان خاصة كل الحالات التي تسجل بالمنطقة، وهو ما يزيد من مشكل المصابين بالمينانجيت، حيث ينقلون في البداية من قراهم النائية في ظروف جد سيئة إلى مستشفى وزان أو شفشاون، قبل أن يتم نقلهم إلى المستشفى المدني بتطوان، ممايتسبب في إزهاق روح المصابين خلال نقلهم في حالات عدة، حسب تأكيدات لمصادر مختلفة . لكن مع النفي المتستر غير المقنع الذي تحمله تصريحات وبلاغات المصالح الطبية، يلاحظ هاته الأيام تحركات غير عادية لبعض الطواقم المتنقلة إلى تلك المناطق، حيث وضعت المصالح الطبية بالجهة في حالة استنفار قصوى، وحركت طواقمها المتنقلة لكن في “سرية” تامة حتى لا تفصح عن حقيقة الوضع بتلك المناطق. في ظل هاته الأوضاع كشفت مصادر غير رسمية، عن تنبؤات محتملة عن ارتفاع الإصابات بالمرض خلال هاته الأيام التي يتزايد فيها البرد القارس والشمس الدافئة، حيث أنهما سببان واضحان لانتشار المينانجيت في صفوف أطفال تلك القرى، فيما يصعب اعتماد التطعيم كوسيلة حقيقية لتفادي المرض، حسب توضيح طبيب للأطفال مختص، إذ أن التطعيمات الموجودة غير ناجعة في غالبيتها، مما يجعل حتى تلك الحملات غير ذات نفع كبير، ويبقى توفير مراكز طبية قريبة ولو متنقلة، وكذلك سيارات الإسعاف قادرة على نقل المصابين في أقرب وقت ممكن..