مما يظهر بالواضح وليس بالمرموز انه أصبح فيه التافه ومن يعزف على الكمان والكنبر أو من يضرب على الطبل والتعريجة ; أو من يتغنى بكلمات ساقطة ;يعد من علية القوم ; ويستقبل في المواسم والسهرات الماجنة بحفاوة وتحت الحراسة المشددة لكي لا يقترب منه المغفلون الذين جعلوا منه طوطما ; كما جرى مع الستاتي وولد الحوات في موسم سيدي بوزيد بالجديدة .وغيرهم كثر. مع تهميش المثقفين والنخبة ;وتكميم الأفواه التي تصدح بالحق ; وتكتيف أيادي الصحفيين ومتابعتهم ولا ذنب لهم إلا أنهم وصفوا الحياة المزرية التي يعيشها عامة الناس والمتقاعدين الذين منهم من يمتهن حرفا مهينة ;ومأساة الموظفين الذين يكسبون قوت يومهم بالكاد ويعيشون تحت رحمة الجزار والخضار والبقال ورب المنزل الذي يسكنونه بالكراء.وسط هذا الزخم المظلم ;فان الباحث والمثقف في نظر التافهين هو في الأمس واليوم لا شئ !!! .أما غدا فليس له غد !لا ن العدم ليس له مستقبل ما دام بعضالمسئولين عن الوضع الثقافي والاجتماعي يمجدون الشيخات ويسعون لجعلهم مادة تدرس في المؤسسات التعليمية ;كما جاء على لسان السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في برنامج بدون لغة الخشب ; وحتى باب التفاهة ليس مفتوحا على مصراعيه لكل من حاول أن يكون انتفا عيا و تافها لأنه لن يجد له مكانا فارغا في لائحتهم لتسجيل اسمه النكرة.لان الاقتناء يمر عبر مسطرة معقدة من أنت ?وابن من ? ومن معلمك ? أما من حاول أن يكون شريفاً وطيبا ومخلصا في القول . يصبح أحمق !لان هذه سلعة بائرة في مجتمع يصدق الكاذب ;ويكذب الصادق ;ويتملق للقوي ويشهد فيه الزور بالتصويت في الانتخابات لبعض من أكل واغتصب حق المغلوب على أمرهم. وإلا كيف نفسر تزكية الأحزاب للفاسدين والمفسدين في الانتخابات التي على إثرها تتكون حكومة لا تحاسب ولا تراقب ! لان المعارضة هي اسود من ورق ;ومن أعضائها من كان بالأمس برلمانيا اومسؤولا في الحكومات السابقة التي أحرقت جيوب المواطنين بالغلاء الفاحش في كل المواد الضرورية ; إن الزمان والوضع المادي والاجتماعي يغير سلوك وطبائع الناس.لكنه لا يغير معادنهم وأصلهم . الأصيل يبقى أصيلا ولو نام على الحصير. أو افترش الأرض والتحف بالسماء . أما الرديء وقليل الحياء. والغير متأصل. يبقى اقل من البهيمة ولو تسور بأساور من ذهب وافترش الريش والحرير . الناس معادن. وقليل من الناس هم من اغلي المعادن. وبعض الناس ليسوا ناس ولو جعل منهم التافهين فنانين ينشرون الميوعة والانحلال .وأصبحوا مصابين بمرض العظمة القهري. و يرون أنفسهم أحسن من الناس .!!!! معذورون لأنهم خلقوا في دولة لا تعتني بالحمقى الذين بعد إغلاق (بوي عمر) تركتهم يتسكعون في الشوارع ويعيشون من القمامة الممتلئة بقاذورات الفقراء والبؤساء والمعوزين الذين ليس لهم ما يزيد عن حاجتهم . وهذا يذكرني بالمقولة الشعبية لما كانت المرأة تطحن الطحين بالرحى في البيت ويسقط الدقيق على الرقعة التي كانت تحتها .فتنشرها .ويأتي الكلب ليلحس الدقيق من الرقعة. ويأتي كلب آخر يلحس دبره وهذا . هو وضع من يتملقون لمن تحسن وضعهم بالنصب والاحتيال واكل المال الحرام ;وظنوا أنهم أصبحوا من علية القوم ومن الطبقة الراقية. وهم اجهل من الجهل نفسه. إلا ان الشيطان زين لهم سوء أعمالهم وصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون. وأصبح التقرب منهم كالنجاسة إذا مسها الإنسان بيده (تطليه ) وإذا اقترب منها تزكم رائحتها الكريهة انفه ;والحالة هاته فمن أراد ان يريح ويستريح فليحبس نفسه في ركن مظلم على فراش متهالك في انتظار زيارة القادم الغير مرغوب فيه (ملك الموت) لينقله مجانا إلى العالم المجهول الصفة و المكان .وكل مايعرف عنه انه مرعب وابدي.