أكرا/غانا: اختيار فوزي لقجع نائبا أول لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم    بنعبد الله: حكومة أخنوش ضعيفة سياسياً وأطفأت النقاش العمومي... وطال صبرنا لرحيلها    سفيان البقالي يحل ثانيا في سباق 3000 متر موانع بملتقى شيامن    الكرفطي ينتقد مكتب اتحاد طنجة: بدل تصحيح الأخطاء.. لاحقوني بالشكايات!    بنكيران: "العدالة والتنمية" يجمع مساهمات بقيمة مليون درهم في يومين    بنكيران: وفد حماس لم يحصل على التأشيرة لدخول المغرب وجمعنا أزيد من مليون درهم حتى الآن    المباراة الوطنية الخامسة عشر لجودة زيت الزيتون البكر الممتازة للموسم الفلاحي 2024/2025    الكلية متعددة التخصصات بالناظورتحتضن يوما دراسيا حول الذكاء الاصطناعي    أدوار جزيئات "المسلات" تبقى مجهولة في جسم الإنسان    أخنوش يمثل أمير المؤمنين جلالة الملك في مراسم جنازة البابا فرانسوا    مناظرة جهوية بأكادير لتشجيع رياضي حضاري    تتويج 9 صحفيين بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي والقروي    العثور على جثة بشاطئ العرائش يُرجح أنها للتلميذ المختفي    الجامعي: إننا أمام مفترق الطرق بل نسير إلى الوراء ومن الخطير أن يتضمن تغيير النصوص القانونية تراجعات    جديد نصر مكري يكشف عن مرحلة إبداعية جديدة في مسيرته الفنية    بواشنطن.. فتاح تبرز جاذبية المغرب كقطب يربط بين إفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة    إطلاق مشروعي المجزرة النموذجية وسوق الجملة الإقليمي بإقليم العرائش    جيدو المغرب ينال ميداليات بأبيدجان    المغرب يرفع الرهان في "كان U20"    برهوم: الشعب المغربي أكد أنه لا يباع ولا يشترى وأن ضميره حي ومواقفه ثابتة من القضية الفلسطينية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    بدء مراسم جنازة البابا في الفاتيكان    مؤتمر "البيجيدي" ببوزنيقة .. قياديان فلسطينيان يشكران المغرب على الدعم    الملك محمد السادس يهنئ رئيسة تنزانيا    المغرب يرسّخ مكانته كمركز صناعي إفريقي ويستعد لبناء أكبر حوض لبناء السفن في القارة    البشر يواظبون على مضغ العلكة منذ قرابة 10 آلاف سنة    من تندرارة إلى الناظور.. الجهة الشرقية في قلب خارطة طريق الغاز بالمغرب    هولندا.. تحقيقات حكومية تثير استياء المسلمين بسبب جمع بيانات سرية    شبكات إجرامية تستغل قاصرين مغاربة في بلجيكا عبر تطبيقات مشفرة    هولندا تقرر تمديد مراقبة حدودها مع بلجيكا وألمانيا للتصدي للهجرة    تصفية حسابات للسيطرة على "موانئ المخدرات" ببني شيكر.. والدرك يفتح تحقيقات معمقة    تتويج الفائزين في مباريات أحسن رؤوس الماشية ضمن فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2025    كرانس مونتانا: كونفدرالية دول الساحل تشيد بالدعم الثابت للمغرب تحت قيادة الملك محمد السادس    ماذا يحدث في بن أحمد؟ جريمة جديدة تثير الرعب وسط الساكنة    بدء مراسم تشييع البابا فرنسيس في الفاتيكان    ولاية أمن الدار البيضاء توضح حقيقة فيديو أربعة تلاميذ مصحوب بتعليقات غير صحيحة    لقاء يتأمل أشعار الراحل السكتاوي .. التشبث بالأمل يزين الالتزام الجمالي    الشافعي: الافتتان بالأسماء الكبرى إشكالٌ بحثيّ.. والعربية مفتاح التجديد    المرتبة 123 عالميا.. الرباط تتعثر في سباق المدن الذكية تحت وطأة أزمة السكن    المعرض الدولي للنشر والكتاب يستعرض تجربة محمد بنطلحة الشعرية    مصدر أمني ينفي اعتقال شرطيين بمراكش على خلفية تسريب فيديو تدخل أمني    فعاليات ترصد انتشار "البوفا" والمخدرات المذابة في مدن سوس (فيديو)    الصين تخصص 6,54 مليار دولار لدعم مشاريع الحفاظ على المياه    الهلال السعودي يبلغ نصف نهائي نخبة آسيا    وثائق سرية تكشف تورط البوليساريو في حرب سوريا بتنسيق إيراني جزائري    الجهات تبصِم "سيام 2025" .. منتجات مجالية تعكس تنوّع الفلاحة المغربية    من فرانكفورت إلى عكاشة .. نهاية مفاجئة لمحمد بودريقة    جريمة مكتملة الأركان قرب واد مرتيل أبطالها منتخبون    العالم والخبير في علم المناعة منصف السلاوي يقدم بالرباط سيرته الذاتية "الأفق المفتوح.. مسار حياة"    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    متدخلون: الفن والإبداع آخر حصن أمام انهيار الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي والحروب    الرباط …توقيع ديوان مدن الأحلام للشاعر بوشعيب خلدون بالمعرض الدولي النشر والكتاب    كردية أشجع من دول عربية 3من3    دراسة: النوم المبكر يعزز القدرات العقلية والإدراكية للمراهقين    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرك قصير,فكيف تطيله ...؟
نشر في أخبارنا يوم 09 - 02 - 2013

إننا على يقين تام أن الأعمار بيد الله، ولكن هل تتفق معنا أن الله خلقنا لعبادته سبحانه، فوظيفتنا التي جئنا من أجلها إلى سطح الأرض هي عبادة الله تعالى:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الحجرات. فبكم من سنة عبادة سنلقى الله تعالى؟ مع العلم أن سيدنا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول:" : ( " أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ " ، السلسلة الصحيحة للألباني 757
فكم ممن قضى نحبه ولم ينقض عطاءه وعمله وأثره,وكم ممن لازال يأكل ويشرب ملء فيه وبطنه لكنه للأسف لا من يذكره, ولا يعد من الأحياء بل يعيش على هامش من الحياة ؟, وكم ممن عمَّر كثيرا دون أثر خير يذكر, وكم ممن لم يعمِّر كثيرا لكن عطاياه كثيرة ومتعددة ومفيدة, نفعت ولازالت تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ؟؟
· يقول الله تعالى:" إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) سورة يس
· ويقول عز وجل:" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) سورة الأحزاب.
· ويقول سبحانه:" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) سورة النحل
· وقال أيضا:" وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) سورة البقرة.
· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده. من غير أن ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده. من غير أن ينقص من أوزارهم شيء". رواه مسلم.
· عن أبي هريرة؛أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية. أو علم ينتفع به. أو ولد صالح يدعو له).مسلم
إن أعمارنا قصيرة و الواجبات كثيرة, فجزء كبير من عمرنا نوم (تقريبا الثلث) وجزء آخر أكل وشرب و قضاء حاجات ... فكم بقي للعمل والعبادة حقا؟؟؟ إذن كيف نطيل أعمارنا لندرك إن شاء الله أعلى الدرجات وأسمى المقامات ونعوض ما ضاع وفات؟
للعلماء في إطالة العمر ثلاثة أقوال:
1. قد يقصد بها البركة.
2. و قد يقصد بها الإطالة الحقيقية.
3. و قد يقصد بها الذكر الجميل بعد الموت.
ولا شك أن كل هذه الأقوال معتبرة ولها عندهم ما يعاضدها,نسأل الله تعالى أن يوفقنا ببركته ومنه سبحانه, وبالأثر والذكر الجميل بعد وفاتنا,لنطيل أعمارنا ونكثر من حسناتنا.
الأعمال المطيلة للعمر؟
1. الأخلاق الحسنة.
§ صلة الرحم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من سره أن يبسط له في روقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه" في الصحيحين.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلة الرحم تزيد في العمر". الجامع الصحيح للألباني
§ حسن الخلق.
إن حسن الخلق صفة سامية بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهي تطهر صاحبها من آفات اللسان والجنان والأركان وترتقي به إلى مراتب الإحسان مع خالقه وكل إنسان. وقد مدح و خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل و علا: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].
وحُسن الخلق يوجب التحاب والتآلف، وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد والتدابر اللهم عافينا.
وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } [رواه الترمذي والحاكم].
وحُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.
وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: { يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك} [رواه البيهقي].
§ حسن الجوار.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم:" صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار". رواه البيهيقي وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره } [رواه مسلم].
2. الأعمال ذات الأجور المضاعفة.
§ الصلاة (الفرض والنفل),الحج والعمرة , الصيام (الفرض والنفل), قيام ليلة القدر,العمل الصالح, الجهاد في سبيل الله, الاستغفار, الذكر المضاعف و قراءة القرآن, حسن استغلال مواسم الخيرات (العشر الأوائل من ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان و يوم عرفة ...)...
§ قضاء حوائج الناس:
قضاء حوائج الناس من أهم وأقرب القربات إلى الله تعالى, والمسلم الكيس الفطن يهتم بها أشد اهتمام اقتداء بالأنبياء والصالحين في كل عصر وزمان, فقد قال صلى الله عليه وسلم : { لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً } [رواه ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ الله r قَالَ : « المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ ، لا يَظْلِمُهُ ، وَلا يُسْلِمُهُ . مَنْ كَانَ في حَاجَة أخِيه ، كَانَ اللهُ في حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً ، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
3. الأعمال الجاري ثوابها بعد الممات.
وإن من عظمة هذا الدين أن دل المسلمين على أعمال تتضاعف فيها الأجور والحسنات,وهذه منحة من الله ربنا الكريم لهذه الأمة الخيِّرة التي تتراوح أعمار أفرادها بين الستين والسبعين كما أسلفنا وقليل من يتجاوز ذلك.
¨ الموت في الرباط.
¨ الصدقة الجارية .
¨ تربية الولد على الصلاح.
¨ التعليم النافع.
وهذه هي التي وردت في قوله صلى الله عليه وسلم: { أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: رجل مات مرابطا في سبيل الله، ورجل علَّم علماً فأجره يجري عليه ما عُمِل به، ورجل أجرى صدقة فأجرها يجري عليه ما جرتْ عليه، ورجل ترك ولداً صالحاً يدعو له } [رواه أحمد والطبراني].
1) الموت في الرباط.
قال شيخ اللإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (ج28): والمرابطة في سبيل الله أفضل من المجاورة بمكة والمدينة وبيت المقدس، حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه: لأن أرابط في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر عند الحجر الأسود، وقال رسول الله : { رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل } [رواه أهل السنن وصححوه]، وفي صحيح مسلم عن سلمان، أن النبي قال: { رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً أجري عليه عمله، وأجري عليه رزقه في الجنة، وأمن الفتان } يعني منكراً ونكيراً. فهذا في الرباط فكيف في الجهاد؟ وقال رسول الله : { لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في وجه عبداً أبداً } وقال: { من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمها الله على النار } فهذا في الغبار الذي يصيب الوجه والرجل. فكيف بما هو أشق من: كالثلج، والبرد، والوحل.
2) الصدقة الجارية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له } [رواه مسلم].
وقد فسرها العلماء بالوقف الخيري، كوقف العقارات والمساجد والمدارس وبيوت السكنى والنخيل والمصاحف والكتب المفيدة ووقف سقايات المياه من آبار وبرك وبرادات وغيرها. وفي هذا دليل على مشروعية الوقف النافع والحث عليه وأنه من أفضل الأعمال التي يقدمها الإنسان لنفسة في الآخرة. وهذا بإمكان العلماء والعوام على السواء.
3) تربية الولد على الصلاح.
حقيقة أن الولد الصالح عمر إضافي لأبويه وحسنات مضاعفة لهما, وهو خير وذخر لبلده وأمته, فأحسنوا تربيته وتهذيبه و تنشئته على طاعة الله تعلى.
بلى إن صلاح الأولاد لا يأتي عفواً بدون بذل أسباب وصبر واحتساب,لذلك فمن واجب كل أب أن يبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيق ها الهدف الكبير والنبيل,وتربية الولد يقصد بها عامة (كما يقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان) : من ذكرا وأنثى وولد الصلب وولد الولد تجري نفعهم لآبائهم بدعواتهم الصالحة المستجابة لآبائهم، وبصدقاتهم عنهم وحجهم لهم، وحتى دعاء من أحسن إليهم هؤلاء الأولاد من الناس فكثيراً ما يقول الناس للمحسنين: رحم الله آباءكم وغفر لهم.
4) تعليم العلم النافع.
مسؤولية التعليم عظيمة والأمانة الملقاة على عوائق أهله كبيرة، فمعلم الناس الخير يصلي عليه الله وملائكته ويستغفر له كل شيء حتى الحيتان في جوف البحر والطير في جوف السماء، والمعلم مرشد يتأسى بالأنبياء في التعليم ويسير على خطى المرسلين.يقول عليه الصلاة والسلام: { مَن سَلَكَ طريقاً يلتمس فيه علماً، سهّل الله له طريقاً إلى الجنة } [رواه مسلم]، و يقول المصطفى : { وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء } المتبحّر فيه قمر يضاء الكون بنوره { وفضل العا لم على العابد كفضل القمر على سائل الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظّ وافر } [رواه الترمذي].
Ø نشر التعليم وكتابته: بأن يقوم الإنسان في حياته بتعليم الناس أمور دينهم، وهذا خاص بالعلماء الذين قاموا بنشر العلم بالتعليم وتأليف الكتب ونسخها.
Ø الدعوة إلى الله: وهي من أجل العبادات وأقرب القربات إلى الله ,إنها مهنة الأنبياء والصديقين والصالحين الأتقياء. أنَّ رَسُول الله r ، قَالَ : « مَنْ دَعَا إِلَى هُدَىً ، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أجُورِ مَنْ تَبِعَه ، لا يَنْقُصُ ذلِكَ مِنْ أجُورِهمْ شَيئاً ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ ، كَانَ عَلَيهِ مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ ، لا يَنْقُصُ ذلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيئاً » . رواه مسلم .
Ø طباعة الكتب النافعة ونشرها : أو بأن يشارك في ذلك بطبع الكتب النافعة أو شرائها وتوزيعها أو وقفها، وشراء المصاحف وتوزيعها على المحتاجين أو جعلها في المساجد، وهذا فيه حث على تعلم العلم وتعليمه ونشره ونشر كتبه لينتفع بذلك الناس في حياته وبعد موته. و هذا بإمكان العالم العامي أيضاً.
4. بحسن استغلال الوقت.
بأن يعمر المسلم وقته بالطاعات: كقراءة القرآن، والذكر، والعبادة، واستماع الأشرطة النافعة، لكي لا يضيع زمانه هدرا، فيُغبن يوم لا ينفعه الغَبْن، كما قال : {نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ } [رواه البخاري].
كيف نحافظ على العمر الإنتاجي؟
المسلم الفاضل, الكيس الفطن هو من يعرف الغاية التي خلقه الله من أجلها,عبادته سبحانه وتعالى وحده, و يعمل خيرا يتحلى بالخلق الحسن و يكسب حسنات على الدوام ,ويحرص على ذلك تمام الحرص, ويتجنب سبل المفلسين الذين يعملون الصالحات ويضيعوها هباء.
الإنسان لا يعلم متى أجله,لذلك فواجبه أن يسارع إلى رضوان الله وحسن عبادته قبل فوات الأوان, فاعبد ربك أخي واحرص على الأعمال المضاعفة ومواسم الخيرات واحذر وتجنب هذه الأمور الأربعة لتحافظ على رصيدك من الحسنات يوم القيامة:
1 محبطات الأعمال:
قالَ تَعَالَى : ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) ﴾ الفرقان أي باطلا مضمحلا قد خسروه وحرموا أجره وعوقبوا عليه وذلك لفقده الإيمان وصدوره عن مكذب لله ورسله، فالعمل الذي يقبله الله، ما صدر عن المؤمن المخلص المصدق للرسل المتبع لهم فيه,(تفسير السعدي رحمه الله). ومن المحبطات:
· التألي على الله.
ولقد ورد أن رجلاً قال: (( والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عمل فلان )) [مسلم عن جندب بن عبد الله البجلي ]
· المن والأدى.
قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [ سورة البقرة: 264]
يقول عليه الصلاة والسلام: (( إياكم والمن بالمعروف فإنه يبطل الشكر ويمحو الأجر )) [ ورد في الأثر ]
· الرياء.
المراءون بأعمالهم يمكرون بالناس، يوهمونهم أنهم في طاعة الله، وهم بغضاء لله عز وجل، يراءون بأعمالهم، قال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ [ سورة البقرة: 14]
· الجرأة على المعاصي في الخلوات.
قال صلى الله عليه وسلم:(( لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباءً منثوراً، قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا ؟ قال: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )) [ ابن ماجه]
· الحسد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" الحَسَد يأكُلُ الحَسَنات كَما تأكُلُ النّارُ الحَطَب ” أخرجه أبو داود وإبن ماجه.
· الغيبة.
يقول الله:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) سورة الحجرات.
يقول بعض العلماء: " لولا أني أكره أن يعصى الله لتمنيت أن لا يبقى أحد في المصر إلا وقد اغتابني، لأن كل حسناتهم إلي ".

2 العجب والغرور بالعمل:
عن أبي يعلى شداد بن أوس t عن النَّبيّ r قَالَ : « الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ ، وَعَمِلَ لِمَا بعدَ المَوتِ ، والعَاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفْسَهُ هَواهَا وَتَمنَّى عَلَى اللهِ » . رواه الترمذي ،. وعن زياد بن عِلاَقَةَ عن عمه ، وَهُوَ قُطْبَةُ بنُ مالِكٍ t قَالَ : كَانَ النبيّ r يقول : « اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأخْلاَقِ ، وَالأعْمَالِ ، والأهْواءِ » . رواه الترمذي ، وقال : ( حَدِيثٌ حَسَنٌ ) .و الأخلاق المنكرة ، كالعجب ، والكبر ، والخيلاء ، والفخر ، والحسد ، والتطاول ، والبغي ، ونحو ذلك .و قد قال الديلمي: "إن العجب يحبط عمل سبعين سنة ".
3 الاعتداء على حقوق الناس:
وذلك بالظلم والاعتداء على الناس وحقوقهم سواء بالقول أو الفعل أو غيرهما. عن النَّبيّ r فيما يروي عن اللهِ تَبَاركَ وتعالى ، أنَّهُ قَالَ : « يَا عِبَادي ، إنِّي حَرَّمْتُ الظُلْمَ عَلَى نَفْسي وَجَعَلْتُهُ بيْنَكم مُحَرَّماً فَلا تَظَالَمُوا" رواه مسلم.
وعن أَبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي t : أنَّ رَسُول الله r . وقَالَ : « مَن اقْتَطَعَ حَقَّ امْرئ مُسْلِم بيَمينه ، فَقدْ أوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ ، وَحَرَّمَ عَلَيهِ الجَنَّةَ » فَقَالَ رَجُلٌ : وإنْ كَانَ شَيْئاً يَسيراً يَا رَسُول الله ؟ فَقَالَ : «


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.