تعتمد روضة للأطفال في كراسنويارسك بسيبيريا طريقة قاسية لتقوية مناعة الأطفال وحمايتهم من فيروسات الانفلونزا ونزلات البرد المتكررة في فصل الشتاء، وذلك بدعوتهم للمشي خارجاً، حيث تصل درجات الحرارة إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر، بملابسهم الداخلية وتصب عليهم مياه شديدة البرودة. أحدت الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت عبر وسائل الإعلام ضجة كبيرة بين الآباء الذين تخوفوا على سلامة أطفالهم الذين خضعوا لهذه التمارين القاسية وانتقدوا الروضة بشدة. ولكن القائمين على المؤسسة التعليمية دافعوا بشدة عن فكرتهم ويصرون على أنها طريقة آمنة، مؤكدين بأنهم لا يسمحون بخروج الأطفال في البرد القارس إلا بعد ثلاث سنوات من التدريب التدريجي والفحص الطبي. وتوضح المشرفة ماغاريتا فيليمونوفا، أن التمرين يبدو قاسياً ولكنه في الواقع يقوي مناعة الأطفال بشكل كبير. وذكرت أن الروضة "رقم 317" كما يطلق عليها، تمارس هذا النوع من التقوية على مدى ال13 عاماً الماضية وبعض الأطفال الذين التحقوا بها أصبحوا أبطالا أولمبيين في مختلف الرياضات. وهي المؤسسة الوحيدة من نوعها في المنطقة التي تعتمد هذا النوع من التمارين القاسية. قبل خروج الأطفال بملابسهم الداخلية خارجاً في البرد القارس، تعمل المشرفات على تحضيرهم بصب المياه المتجمدة على أجسادهم في الحمام، وتكون المياه الأولى قليلة البرودة وبعدها تدريجيا يصب عليهم مياه شديدة البرودة تصل درجتها إلى 20 درجة تحت الصفر، عندها فقط يصبح الأطفال مستعدون للخروج. يلعب الأطفال خارجا حفاة على الثلج مرتدين ملابسهم الداخلية فقط، وتصب عليهم المياه الباردة. الإجراء يستغرق بضع ثوان فقط، يتوجهون بعدها إلى غرفة الساونا الساخنة. وبعدما يحصلون على بعض من الدفء، يحين وقت النزهة الأخيرة حيث يصب عليهم دلو أخير من الماء المتجمد الذي يطلق بخاراً من شدة برودته، ويترك المارة في حيرة وتعجب لما يحدث للأطفال في الروضة. كل هذا يحدث في الساعة 7:30 صباحاً قبل وجبة الإفطار كون الشعور بالبرد يحسن شهية الأطفال.