لم يقتصر التفاعل مع "أزمة التأشيرات الصامتة" بين الرباطوباريس على المغاربة الذين رُفضت طلبات حصولهم على "الفيزا"؛ بل دخل على الخط، أيضا، كتاب وأكاديميون يحملون الجنسية المغربية-الفرنسية. وضمن هؤلاء هناك الكاتب "الطاهر بنجلون" الغني عن التعريف، الذي اعتبر أن "باريس ارتكبت خطأ جسيماً باتخاذها هذه الخطوة"، القاضية بتقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة والجزائريين والتونسيين. وكتب "بنجلون" مقالة على مجلة "لوبوان" الفرنسية جاء فيها أن شكيب بنموسى، سفير الرباط لدى باريس سابقا، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حاليا، أخبره أن المغرب لم يرفض استقبال مواطنيه الموجودين بطريقة غير قانونية على الأراضي الفرنسية كما تزعم سلطات البلاد؛ بل إن الأمن الفرنسي كان يُرسل للمغرب جزائريين وتونسيين لا مواطنيه الأصليين. وفيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي لولاية ثانية "إيمانويل ماكرون"؛ أوضح "بنجلون"، في مقالته التي اطلع موقع "أخبارنا" على مضامينها، أنها ليست في أفضل حالاتها، نظرا إلى أن "ماكرون" مرتبط بشكل لافت للانتباه بالجزائر، التي تُعتبر طرفا أساسيا في ملف الصحراء المغربية. وذكر الكاتب نفسه أن المغرب لم يعد يقتصر على فرنسا في علاقاته؛ بل وسّع قاعدة شركائه؛ لاسيما بعد توقيع اتفاقية "أبراهام"، وكذا تغيير الحكومة الإسبانية موقفها من الصحراء المغربية، تُوّج بدعمها مقترح الحكم الذاتي الذي يتبناه المغرب منذ سنة 2007. ولم يُشجع بنجلون، في المقالة عينها، على قطع العلاقات الثنائية والتعاون بين الرباطوباريس بسبب "أزمة التأشيرات الصامتة" بين البلدين، مستحضرا في هذا السياق الاعتراف الفرنسي بدور المغرب في مكافحة الإرهاب الذي يُشكل تهديدا عابرا للقارات.