عند التفكير في سرطان الرئة، فإن عامل الخطر الذي يتبادر إلى الذهن هو التدخين، كونه يمثل السبب الرئيسي للمرض في نحو 85% من الإصابات، بينما تحدث 15% من الحالات في غير المدخنين. ومع ذلك، يحذر أحد الخبراء من أن البيانات العالمية تظهر أن 50 في المائة من النساء المصابات بسرطان الرئة لم يدخنّ أبدا، وكذلك 15% إلى 20% من الرجال. و بدلا من ذلك، قد يكون هناك عامل خطر مختبئ في المنزل. والأسوأ من ذلك، أن الكثيرين "يجهلونه" تماما. ويوصف سرطان الرئة بأنه أحد أكثر أنواع السرطانات "شيوعا"، وقد يكون سبب هذه الحالة "الخطيرة" غاز عديم اللون مختبئا في المنزل، وفقا للدكتورة ديبورا لي من صيدلية دكتور فوكس على الإنترنت. وقالت الدكتورة لي: "يُعتقد أن غاز الرادون هو السبب الثاني الأكثر شيوعا لسرطان الرئة بعد التدخين". والرادون غاز عديم اللون والرائحة والمذاق يتم إنتاجه أثناء تحلل اليورانيوم. ويعد اليورانيوم معدنا ثقيلا موجودا في الصخور، "غالبا ما يقع في أعماق الأرض". ويتسرب الرادون من التربة إلى الهواء، حيث يضمحل وينتج مزيدا من الجزيئات المشعة. وأثناء التنفس، تترسب هذه الجزيئات على الخلايا المبطنة للمسالك الهوائية، حيث يمكن أن تتلف الحمض النووي، ما يؤدي إلى حدوث طفرات خلوية/ ويُحتمل أن تسبب سرطان الرئة، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويتسرب غاز الرادون من باطن الأرض إلى المنازل عبر شقوق الأرضيات أو نقاط تلاقي الأرضيات بالجدران، أو عبر الثغرات الموجودة حول الأنابيب أو الكابلات، أو التجاويف في الطوب الإسمنتي للجدران، وقد يظهر الغاز في مستويات تركيز مختلفة، ويزيد تركيزه في الهواء في المناطق المحتوية على صخور كثيرة تحتوي على الراديوم، مثل الغرانيت (حيث تتركز فيه ذرات الرادون)، وتنتشر في المباني التي يدخل في تأسيسها. وأوضحت لي: "عندما يتم إنتاج غاز الرادون، فإنه يتم توجيهه صعودا إلى المباني ويميل إلى التركيز بشكل خاص في الأقبية وفي المياه الجوفية. وكثير من الناس غير مدركين لمستويات الرادون التي يعيشون فيها". مستوى الرادون الآمن هو 20 بيكريل / م 3 أو أقل. ويقال إن أقل من 100 بيكريل / م 3 منخفض المخاطر. ومستوى 200 بيكريل / م 3 يمثل مخاطرة عالية. وتميل المستويات إلى أن تكون أعلى في الطوابق السفلية من المباني وفي الأماكن سيئة التهوية. وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون أولئك الذين يعملون تحت الأرض معرضين بشكل خاص لخطر التعرض لغاز الرادون. وبصرف النظر عن سرطان الرئة، يرتبط غاز الرادون أيضا بسرطان الكلى وسرطان الجلد وبعض أنواع سرطان الدم وبعض أورام الدماغ، وفقا للأبحاث العلمية. وكشفت لي: "حتى عندما لا يسبب الرادون السرطان، فإنه يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأمراض الأخرى. لقد ارتبط بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والتليف الرئوي". ماذا تفعل حيال الرادون؟ أوصت الدكتورة لي بضرورة خفض مستويات غاز الرادون في المكان الذي تعيش فيه. قائلة، إن هذا يتضمن عادة إغلاق البالوعات الأرضية بإحكام وتحسين التهوية عن طريق فتح جميع النوافذ وتشغيل المراوح. وأضافت أنه بسبب ذوبان التربة الصقيعية جراء الاحتباس الحراري، يتم إطلاق كميات هائلة من الرادون في الغلاف الجوي، ما قد يصبح مصدر قلق "خطيرا" للمستقبل.