عقد حزب الأصالة والمعاصرة، صبيحة اليوم السبت 28 ماي، بمدينة سلا، الدورة ال 16 لمجلسه الوطني، وهي مناسبة أشاد من خلالها "عبد اللطيف وهبي"، الأمين العام للحزب، بمجهودات وزراء "البام". وفي كلمة توجيهية له، استعرض "وهبي" أمام عضوات وأعضاء المجلس الوطني، أهم مؤشرات الظرفية الحالية التي جعلت وزراء حزبه يتشبثون بمواقفهم ويصرون على المثابرة في مهامهم الوزارية، قائلا: "إن كل مكونات الأغلبية الحكومية ومنهم وزراءنا، لا يتبنون خطاب الأزمة، أو خطاب التباكي إزاء الواقع الصعب الذي يمر منه اقتصادنا الوطني". وتابع ذات المتحدث قائلا: "لأننا في حزب الأصالة والمعاصرة وفي الحكومة عموما، لا نعتبر الظرفية الصعبة التي تمر منها بلادنا جراء التأثيرات المالية والعالمية التي حملت لنا ارتفاعا مهولا في أسعار كل المواد الأولية والأساسية، لا نعتبرها قدرا سيئا أو نفهمها كسوء حظ في السياسة، لأن مواطناتنا و مواطنينا لم يصوتوا على حزب الأصالة والمعاصرة إلا لكي يقدم لهم مناضلوه داخل الحكومة وفي كل مواقع المسؤولية، الحلول المثلى للمشاكل اليومية التي تعترض حياتهم". وشدد الأمين العام قائلا: "لهذا فإننا كديمقراطيين نملك من الوعي التاريخي ما يكفي لكي نفهم أن اللحظة الصعبة التي تقف أمامنا اليوم، وفي جميع الأحوال هي تشريف التاريخ لنا، لكي نساهم في تقدم بلادنا"، موضحا أنه: "من رحم الصعوبات تولد الإرادة الديمقراطية الوطنية الصلبة، القادرة على تحويل المعاناة إلى فعل سياسي، يدشن لمرحلة جديدة تضمن لمسار وطننا التنمية والتقدم". كما تطرق "وهبي"، إلى سياق انعقاد دورة المجلس الوطني، حيث قال: "لأول مرة بعد المؤتمر الرابع لحزبنا الذي انعقد في فبراير 2020، وبعد دورة المجلس الوطني الاستثنائية نونبر الماضي، نلتقي اليوم في دورة عادية للمجلس الوطني، بحرارة الحضور ودفئ الأخوة النضالية، وكلنا آمال وطموح حول الآفاق التي يفتحها أمامنا نضالنا الديمقراطي، بفضل إرادتنا الوطنية لخدمة مجتمعنا، ونصرة قضاياه في التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي والعيش الكريم، وكلنا رجاء في العلي القدير أن يرفع عنا هذا الوباء نهائيا، ولا يحرمنا من حياتنا العادية، ويديم على بلادنا وبلاد العالم نعمة الصحة والاستقرار". وأكد ذات المتحدث، أن هذا اللقاء يأتي في ظروف داخلية ودولية دقيقة، واستثنائية وصعبة، لدرجة جعلت البعض يقول بأنه لا أحد يحسدنا اليوم على مشاركتنا في الحكومة في هذا السياق المحفوف بالمشاكل والتحديات، كاشفا أمام عموم الحاضرين في دورة المجلس الوطني، جوانب مختلفة من الأثر السوسيو الاقتصادي للمشهد السياسي، حيث قال: "فما كدنا نخرج من مرحلة حالة الطوارئ التي فرضت على بلادنا جراء الحرب ضد كوفيد 19، والتي كانت لها تداعيات سلبية على اقتصادنا الوطني وإعمال العديد من الإجراءات الإدارية والمالية أتعبت ميزانية الدولة، فما كدنا نخرج من هذه الصعوبة الوبائية حتى انفجرت في وجهنا الحرب الروسية-الأوكرانية، مخلفة ورائها صعوبات جمة أبرزها ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأساسية". وعن انعكاسات جائحة كورونا، قال الأمين العام: "نحن في حاجة إلى سياسة خاصة ومتميزة، تستفيد من هذه التجربة لبلور حلول تنسجم مع ما جاء في النموذج التنموي الجديد، الذي حاز على توافق كل القوى الحية ببلادنا من جهة، وتستفيد من الدروس المستخلصة من معركتنا ضد انتشار الوباء من جهة أخرى". واستطرد "وهبي" حديثه عن الظروف العويصة التي طبعت مرحلة جائحة كورونا، بالإشارة إلى أن المواطن المغربي عندما عبر عن تصوره لمرحلة ما بعد كوفيد 19، وأعطى صوته لبرامج اقتصادية واجتماعية لها أفق تنموي مشترك، داهمت بلادنا من جديد أزمة اقتصادية أفرزتها الحرب الروسية-الأوكرانية، ليجد اقتصادنا الوطني نفسه مجددا أمام تحديات غير مسبوقة، حيث أكد أن الظرفية تستدعي المزيد من التضحيات، والمزيد من الإبداع في الحلول والبدائل، خاصة إذا ما تم استحضار حجم الإرث الثقيل الذي تركه التدبير الحكومي الشعبوي لما يزيد عن عقد من الزمن. وبناء على كل ما جرى ذكره، حث الأمين العام لحزب الجرار، على ضرورة أن يزداد الشعور مناضلي ومناضلات حزب الأصالة والمعاصرة بالفخر والاعتزاز، حيث قال: "نحن قوة بناءة داخل حكومة التحولات الاجتماعية الكبرى، قوة سياسية اقتراحية راسخة، لاسيما ونحن نحظى في المغرب بقيادة متبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره".
وشدد "وهبي" في ختام كلمته قائلا: "يحسدنا الكثيرون على هذه الكاريزما القيادية لمشروع مجتمع ديمقراطي حداثي، لطالما تجلى في العديد من المبادرات التنموية المتميزة، كان آخرها قرار جلالة الملك التمسك بالخيار الديمقراطي وبإجراء الانتخابات في وقتها رغم ظرفية الوباء، ومبادرة جلالته لبناء الدولة المغربية الاجتماعية، وإعادة بناء تصور جديد لنموذجنا التنموي" (الفيديو):