امتنعت الإمارات العربية المتحدة عن التصويت على قرار "يدين" الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ منذ الساعات الأولى لصبيحة يوم الخميس المنصرم وما يزال متواصلا إلى حدود الساعة. كما امتنعت عن التصويت أيضا كل من الهند والصين، وبالتالي يكون مجلس الأمن قد فشل في اعتماد قرار يدين هجوم موسكو على كييف، بعدما لجأت الأولى إلى حق "الفيتو". وفي هذا الصدد، قال محمد الشرقاوي، الأكاديمي والمحلل السياسي المغربي المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تفاعلا مع موضوع "عجز" مجلس الأمن عن إدانة روسيا، "إنه بعد جلساتٍ عاصفةٍ مدة يومين في مجلس الأمن، صدر القرار دون إدانة روسيا على غزوها لأوكرانيا، واكتفت مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، بتوجيه عبارة تختزل مفارقة مثيرة إلى نظيرها الروسي". وزاد الشرقاوي، في تدوينة له على صفحته الفسيبوكية، أن "ليندا" خاطبت نظيرها الروسي بالقول: "يمكنك استخدام حق النقض ضد هذا القرار، ولكن لا يمكنك استخدام حق النقض ضد أصواتنا. كما لا يمكنك نقض الحقيقة، ولا نقض مبادئنا. لا يمكنك نقض الشعب الأوكراني. ولا يمكنك استخدام حق النقض ضد ميثاق الأممالمتحدة"". المحلل السياسي أضاف: "أتخيّل الموقعين على معاهدة سان فرانسيسكو عام 1945 يتقلبون في قبورهم من هول هذه المفارقة: مجلس الأمن يحوّل القضية إلى الجمعية العامة بأعضائها المائة والثلاثة والتسعين، بعدما فشل المجلس في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وهما المحور الأساسي في فلسفة قيام الأممالمتحدة". هذا وأردف الشرقاوي أنه "بعد تأجيل استمر لساعتين؛ خفّف مجلس الأمن من الصياغة في قراره ليقول إنه "يأسف" للعدوان الروسي "على أوكرانيا" بدلا من كلمة "يدين"، بينما ألغيت الإشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يتناول العقوبات وتفويض القوة". وفي مقرّ الكونغرس في واشنطن، يوضح الأكاديمي نفسه، "يتباحث بعض المشرّعين بشأن مسودّة قانون يدعو الأممالمتحدة "لاتخاذ إجراءات إجرائية فورية" لتعديل المادة 23 من ميثاقها لإزالة روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن". تجدر الإشارة إلى أن القصف الروسي لأوكرانيا خلف العشرات من القتلى والجرحى في صفوف مواطني البلدين، ناهيك عن فرار مئات الآلاف من الأوكرانيين خوفا على حياتهم وحياة ذويهم والاختباء في أماكن "آمنة".
كما ترك هذا الغزو وراءه ذعرا وتوجسا عالمين، خوفا من توسع نطاق الغزو والدخول في حرب عالمية ثالثة لن تؤدي سوى إلى الدمار والهلاك، علاوة على وديان من الدماء وأشلاء بشرية هنا وهناك.