ما تزال حكاية "ريان"، طفل مدشر "إغران" بأحواز شفشاون، الذي أفجعت نهايته المأساوية المغاربة قاطبة، تلوك الألسن تفاصيلها الأليمة بغير قليلٍ من الأسى والحزن الذي أدمى قلوب الملايين من المتعاطفين معه عبر الجهات الأربع للعالم. ففي مصر المحروسة، وتحديداً في محافظة "سوهاج" الواقعة في الجزء الجنوبي من البلاد، بادر الرسّام ومهندس الديكور المعروف "أحمد زياد" إلى تأثيث أحد جدران وسط مركز المدينة، بجدارية ضخمة للطفل المغربي ريان، تخليدا لذكراه الموجعة التي تردّد صداها في أصقاع كل الأقطار العربية والأجنبية. ولخّصت الجدارية الحائطية التي توشّح بها أحد أبرز شوارع المحافظة المصرية، مجمل أطوار قصة ريان، بدءًا بمكوثه قسراً في جوف الأرض لأيامٍ بحالها وسط الظلمة والهلع والجوع، وإلى حين تسليمه الروح لبارئها بعدما حال خطر انجراف تربة البئر الذي سقط فيه عرضاً، دون تمكن المنقذين من انتشاله من باطن الأرض حيّا. وتضمن المنجز الفني الذي صوَّر ريان وهو يحلق عالياً في السّماء بجناحين كالطير، عبارات مؤثرة من ذلك "كأن العالم كان عالقًا في تلك الحفرة"، ومنها كذلك "مات ريان.. مات ألما، مات خوفا، مات عطشا، مات بردا، مات رعبًا".