يحبس ملايين المغاربة أنفاسهم لمعرفة مصير الطفل ريان العالق في بئر منذ أكثر من 82 ساعة فيما تواصل فرق الإنقاذ جهودها المضنية لإخراجه حيا منها. ولليوم الرابع على التوالي، استمرت جهود فرق الإنقاذ ليل الجمعة السبت، في مرحلتها الأخيرة، لحفر منفذ يؤمل أن يستخرج منه الطفل ريان العالق في عمق البئر وهي المرحلة الأكثر تعقيدا نظرا لخطر انجراف التربة. وأفاد مصدر من السلطات المحلية بإقليم شفشاون بأن أشغال الحفر الأفقي ، التي انطلقت عشية الجمعة بعد تجاوز مشكل انهيار الأتربة و تأمين الموقع ، مكنت من الشروع في إحداث فجوة أفقية في المسافة الفاصلة بين الثقب المائي والحفر الموازية التي أحدثتها الجرافات. وتواصل طيلة ليلة الجمعة / السبت أشغال الحفر الأفقي مع عمليات تثبيت الجوانب لحماية فرق التدخل من مخاطر انجراف التربة. وقد انتهت أشغال الحفر العمودي على عمق يصل الى 32 مترا بعد ظهر الجمعة، كما تم القيام بمجموعة من المعاينات من طرف مهندسين طوبوغرافيين وخبراء الوقاية المدنية حول طبيعة التربة المحيطة بالثقب المائي لتفادي أي حوادث عرضية قد تؤثر على عملية الإنقاذ. وبعد انطلاق أشغال الحفر الأفقي، تسبب انهيار الأتربة في وقف العملية بشكل اضطراري ومؤقت حفاظا على سلامة المنقذين، حيث تم تثبيت جوانب الحفرة وجرف الأتربة المتساقطة باستعمال الجرافات، قبل استئناف الحفر الأفقي بشكل حثيث من طرف فريق من المتخصصين. ومع تقدم أشغال الحفر الأفقي، يتم تثبيت قنوات خرسانية لتمكين المنقذين من التقدم في الحفر الأفقي بشكل آمن. الاستعانة بصهريج حديدي كبير وقد استعانت طواقم الإنقاذ بصهريج حديدي كبير؛ لتأمين عملية الحفر اليدوي للمنفذ الأفقي لانتشال الطفل، ريان. وعلق الطفل ريان (5 سنوات) منذ ظهر الثلاثاء، داخل بئر جافة بعمق 32 مترا، في القرية الزراعية "إغران" التابعة لمنطقة تمروت بإقليم شفشاون. وفجر السبت، قامت فرق الانقاد بنقل صهريج حديدي كبير إلى مكان الحفر المباشر. ويشكل الصهريج الحديدي الذي يبلغ قطره المتر ونصف، إلى جانب أنابيب إسمنتية كبيرة وسيلة لحماية طواقم الانقاذ التي شرعت منذ ساعات بالحفر اليدوي من أي انهيار صخري محتمل. وبعد غروب الجمعة بدأ مختصون محليون بالحفر اليدوي لمنفذ أفقي نحو الطفل العالق، عقب إنهاء الجرافات حفر منحدر بعمق 32 بموازاة مع البئر التي علق فيها الطفل. وفي وقت سابق وصلت معدات تابعة لفرق الحماية المدنية؛ لاستخدامها في إخراج الطفل ريان حال الوصول إليه. ووفق خبراء مختصين، فإن "العملية تتعلق بمرحلة تثبيت أنابيب لضمان عدم وقوع أي انجراف"، ومن المنتظر أن تؤمن هذه الأنابيب عملية دخول رجال الدفاع المدني لإنقاذ ريان.