حكومتنا الموقرة سلام عليكم ، و وفقكم الله لما يرضه ثم يرضي الشعب المغربي الصبور . لنحاول ترشيد صرف الحد الادنى لأجرة عامل أو مستخدم ببلادنا . كيف يمكن حساب أجرة شهر عامل ، و توزيعها على مستلزمات الحياة الضرورية ؟ خاصة بعد الزيادات المهولة في المواد الأساسية كالزيت و الحبوب و القطنيات و الخضروات و الفواكه و الالبان و مشتقاته ........و غيره كثير اليوم و نحن في سنة 2022 (الحد الأدنى للأجور الشهرية في المغرب وصل إلى 2828.71 درهم شهريًا أي 14.81 للساعة في القطاعات الصناعية والتجارية والمهن الحرة و القطاع الخاص ) و هو الاجر الذي يتوصل به عامل دون زيادة و ربما أقل لمن لا يلتزم به من الشركات . لنحاول تقسيم هذا القدر من المال على مستلزمات الحياة و بطريقة اقتصادية جدا و لأسرة مكونة من رجل و زوجته فقط لمدة شهر. أولا الكراء : ليس هناك بيت اليوم يُكترى باقل من 1500 درهم بالمدن المغربية ، لكننا سنفترض أن الأسرة اكترت ب 1200 درهم شهريا بيتا صغيرا جدا . ثانيا : فاتورة الماء و الكهرباء سوف لا تقل عن 180 درهم بينهما ثالثا : الهاتف الذي أصبح ضروريا سوف لا يقل عن 200 درهم رابعا : قنينة الغاز. واحدة في الشهر بثمن 42 درهم خامسا : الزيت قنينة 5 لتر في الشهر بثمن 90 درهم + 3كيلو سكر 18 درهم ، اللحم مرة واحدة في الشهر نصف كيلو 40 درهم، الدجاج ثلاث مرات في الشهر 45 درهم ،السمك ثلاث مرات في الشهر 60 درهم ، الخضر 200 درهم الحبوب و القطنيات 250 درهم ، الفواكه 120 درهم ،الشاي و القهوه. 40 درهم ، الحليب 28 درهم ، الخبز 75 درهم، المواصلات الضرورية فقط 100 درهم ثم معدل الاستطباب و التداوي 80 درهم شهريا . ناتج جميع هذه المصاريف الضرورية هو 2738 درهم . الباقي 90.71 درهم فللاسرة 90 درهم في الشهر للخروج لنزهة أو اقتناء كمليات أو التوفير أو زيارة الاقارب .... . كل هذا دون احتساب شراء الاواني و مستلزمات المنزل الضرورية ك الأفرشة و المصابيح و مستلزمات المطبخ و سخان الماء و الثلاجة و التلفاز....... الاشياء التي لا تشتريها الأسرة إلا مرة في عشر سنوات . كما عدم احتساب شراء الملابس . فهل هذا يا حكومتنا الموقرة أجر يحقق الكرامة و الاكتفاء للأسرة المغربية دون أبناء ؟ فكيف إن زدنا على الأسرة ابنا أو اثنين و صارت الأسرة تتحمل عبء مصاريف حليب الرضيع و الحفاظات و بعدها لوازم المدرسة ...... أظن أيتها الحكومة الموقرة حين فكرتم في الزيادة في المواد الأساسية لم تنتبهوا لمن لا ياخذ أجرا أو راتبا شهريا ، فهناك المياوم و هناك العاطل عن الشغل و هناك طالب معاشوا و من يعمل مع الإنعاش و هناك الأرامل و الضعفاء الذين لا يتقاضون سوى عطف جيرانهم أو المحسنين و لا يصل أجرهم الشهري إلى 500 أو 1000 درهم على أكبر تقدير . فكيف سيعيش هؤلاء عيشا كريما يا حكومتنا الموقرة ؟ اعلم أيتها الحكومة أن هناك في بلدنا من يتناول وجبة واحدة في اليوم مكونة من سد الرمق فقط و ليس كما يفهم أعضاءك و أعضاء البرلمان و رؤساء المصالح و المديرين .....الوجبة مكونة من السلطة و المدخل الاول ثم الاساسي و بعدها الفواكه و الحلويات و المشروبات . فرغم الأخطاء التي وقعت فيها الحكومات السابقة إنما كانت أرحم بالفقراء منكم يا أعضاء حكومتنا ، و أين اختفى برلمنيي الشعب من هذا ؟ أليس لكم الحق في التدخل و نبذ بعض تصرفات الحكومة والتشريع و الدفاع عن من صوت لكم ؟
حاولوا يا أصحاب السعادة أن تتجولوا داخل الأزقة و الأحياء الفقيرة ، و اتركوا سياراتكم الفارهة و الأحياء الراقية ولو مرة في الشهر ، و توغلوا في الاحياء العتيقة للمدن و زوروا القرى النائية لعل قلوبكم تلين و ترق و عطفكم يشمل الفقير ، و لا تكونوا ممن يقال عنهم ، أنهم يغيبون عن أنظارنا طيلة خمس سنوات و لا نراهم سوى في موسم الانتخابات .