أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس الاثنين عن أسفه على عدم قيام الاتحاد المغاربي بدوره الطبيعي في دعم تنمية مشتركة للدول المغاربية، مؤكدا على قدرة الدول العربية على النهوض الاقتصادي بفضل الموارد الطبيعية والبشرية الهائلة. وقال الملك محمد السادس في رسالة وجهها إلى المشاركين في أشغال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة التي انطلقت الاثنين بالرياض والتي يمثله فيها الأمير مولاي رشيد٬ "لا يسعنا إلا أن نتأسف٬ من جديد٬ على عدم قيام الاتحاد المغاربي بدوره الطبيعي في دعم تنمية مشتركة للدول المغاربية٬ ولاسيما من خلال ضمان حرية تنقل الأشخاص ورؤوس الأموال والسلع والخدمات". وانطلقت الاثنين القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة، وذلك بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض. وأكد في الرسالة "حرص المغرب٬ إيمانا منه بحتمية العمل التنموي العربي المشترك٬ على تحقيق المزيد من الانفتاح على الاستثمارات والمبادلات مع كافة الدول العربية الشقيق". وأشاد بهذه المناسبة بالشراكة "الإستراتيجية النموذجية الواعدة٬" التي انخرط فيها المغرب مع دول مجلس التعاون الخليجي. كما أعرب العاهل المغربي عن ثقته بأن تحقيق أهداف هذه القمة٬ التي تعتبر حتمية استراتيجية٬ رهين بالإنطلاق من رؤية موحدة٬ وواضحة في هذا الشأن٬ وبمدى استعدادنا لنهج سياسة الانفتاح والتعاون والتضامن٬ باعتبارها خيارا لا محيد عنه". من جانب آخر، الملك محمد السادس أن المنطقة العربية تزخر بموارد طبيعية هائلة ومتنوعة ومتكاملة٬ وبطاقات بشرية حيوية٬ تؤهلها للإقلاع الاقتصادي٬ والمساهمة في بلورة سياسات تنموية خلاقة٬ تضع المواطن العربي في صلب اهتماماتها. وأضاف "أن الموقع الجيوسياسي المتميز٬ للمنطقة العربية يمكنها من القيام بدور فاعل في تحريك عجلة التبادل والتعاون بين أقطاب العالم٬ وكذا من التأثير الإيجابي في الاقتصاد العالمي". وركز العاهل المغربي على أن النهوض بهذا الدور "يظل رهينا بمدى نجاعة الاختيارات التي ننتهجها جميعا٬ سواء تعلق الأمر ببلورة تعاون حقيقي٬ على مستوى دول المنطقة مجتمعة٬ أو في قدرتها على التموقع داخل المنظومة العالمية". وأشار إلى أن القمة الاقتصادية العربية "تلتئم والعالم العربي ما يزال يعيش تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية من جهة٬ والصعوبات الموضوعية التي تعانيها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي بعض بلدان المنطقة من جهة أخرى٬ وذلك من جراء التحولات السياسية المعقدة٬ موضحا أن هذه التحولات تضع أشغال القمة على محك المقاربة العقلانية٬ الكفيلة بإيجاد الحلول الملائمة للإشكالات المتشعبة المطروحة". وذكر بأنه تم تأسيس هذه القمة التنموية والاقتصادية استجابة لتطلعات الشعوب العربية٬ و"تحقيقا لرؤيتنا التي ما فتئنا نعبر عنها في أكثر من مناسبة. ألا وهي إعطاء عملنا العربي المشترك٬ البعد التنموي والاقتصادي٬ الكفيل بجعل المواطن العربي في صلب اهتمامنا٬ وتمكينه من كل شروط العيش الكريم". وتناقش القمة سبل تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين الدول العربية. كما تناقش القمة إقامة خطوط سكك حديدية جديدة بين الدول العربية وإجراءات إقامة الاتحاد الجمركي العربي بحلول 2015 وطرق مكافحة البطالة في الدول العربية.