أبدى الملك محمد السادس "أسفه من عدم قيام الاتحاد المغاربي بدوره الطبيعي في دعم تنمية مشتركة للدول المغاربية٬ ولاسيما من خلال ضمان حرية تنقل الأشخاص ورؤوس الأموال والسلع والخدمات"، وذلك خلال رسالته التي وجَّهها إلى المشاركين في أشغال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة التي انطلقت مساء اليوم بالرياض٬ ويمثله فيها صنوه الأمير المولى رشيد. وتابع الملك بأن "المغرب يؤمن بحتمية العمل التنموي العربي المشترك٬ ومن ثم حرصه على تحقيق المزيد من الانفتاح على الاستثمارات والمبادلات مع كافة الدول العربية الشقيقة٬ وكذا التبادل المثمر للخبرات والتجارب فيما بينها٬ وتطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص"، مستدلا بمساهمة المغرب في "الحساب الخاص الذي يهدف إلى دعم وتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي". وسلطت الرسالة الملكية الضوء على السياقات التي جاءت فيها القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة، التي ترأسها العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، ومن ذلك أن "العالم العربي ما يزال يعيش تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية من جهة٬ والصعوبات الموضوعية التي تعانيها بعض بلدان المنطقة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي من جهة أخرى٬ وذلك من جراء التحولات السياسية المعقدة" وفق تعبير الرسالة ذاتها. وبعد أن أشار الملك إلى "ما تزخر به المنطقة العربية من موارد طبيعية هائلة ومتنوعة ومتكاملة٬ وطاقات بشرية حيوية تؤهلها للإقلاع الاقتصادي٬ والمساهمة في بلورة سياسات تنموية خلاقة تضع المواطن العربي في صلب اهتماماتها"، شدد على أن "النهوض بهذا الدور يظل رهينا بمدى نجاعة الاختيارات التي ننتهجها جميعا٬ سواء تعلق الأمر ببلورة تعاون حقيقي على مستوى دول المنطقة مجتمعة٬ أو في قدرتها على التموقع داخل المنظومة العالمية".