تحركاتٌ دبلوماسيّةٌ ملفتةٌ للانتباه تقوم بها الجارة الشرقية في الآونة الأخيرة على المستوى المغاربي؛ ابتداء بزيارة عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، إلى تونس ولقاء رئيسها قيس سعيد، وصولا إلى زيارة محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الموريتاني، الجزائرَ قبل أيام، انتهت بتوقيع عدد من الاتفاقيات. هذه الزيارات تأتي، وفق مراقبين وخبراء في العلاقات الدولية، على أمل فك العزلة والحصار المحيطين بالجزائر، تزامنا مع الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها الرباط في الآونة الأخيرة في ما يخص مغربية الصحراء، وتزايد عدد الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي الذي يتبناه المغرب لحل هذا النزاع المفتعل. محمد شقير، باحث ومحلل سياسي، يرى أن هذه الزيارات المتبادلة بين الجزائر وكل من تونسوموريتانيا مرتبطة بعدة عوامل؛ "الأول يكمن في العمل على فك العزلة التي يعيشها النظام الجزائري"، مشددا على أن "السياسية المتبعة أفضت إلى تراجع دبلوماسية الجارة الشرقية في الآونة الأخيرة". العامل الثاني، وفق تصريح لشقير خصّ به موقع "أخبارنا"، يتجلى في "محاولة النظام الجزائري تسجيل بعض الأهداف في مرمى المغرب في إطار التنافس والصراع بين البلدين بالمنطقة المغاربية"، مؤكدا أن "الغاية من توجه الجزائر صوب كل من تونسوموريتانيا هي محاولة استعادة الريادة الإقليمية". "إن تونس تعيش وضعا اقتصاديا داخليا صعبا وتحتاج متنفسا ماديا واقتصاديا، والجزائر استغلت هذا الوضع عبر إقراض تونس 300 مليون دولار"، يشرح المحلل السياسي نفسه قبل أن يضيف: "أما بخصوص موريتانيا، فحاول النظام الجزائري استقطابها من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني بدعوة من الجزائر، وكل هذه التحركات الغرض منها حصار المغرب دبلوماسيا في المنطقة المغاربيّة". العامل الثالث، حسب شقير، يتمثل في "استعداد الجزائر لتنظيم القمة العربية في مارس المقبل، لهذا ترغب أن تُظهر، في هذا الإطار، للمعنيين بالموضوع أنها بلد موحد على المستوى المغاربي، وتجمع دول شمال إفريقيا".
تجدر الإشارة إلى أن الجزائر قررت قطع علاقاتها مع المغرب في 24 غشت المنصرم، ليليه قرار آخر عمّق التوتر بين البلدين؛ تجلى في إغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية المغربية في 12 شتنبر الماضي، ليرد عليها المغرب بتعبيره عن أسفه لهذا القرار غير المبرر، معلنا غير ما مرة أن يده ممدودة في أي لحظة لطي صفحة هذا الخلاف.