في زيارة دون أجندات واضحة وفي ظروف انتشار اوميكرون، كان يعرف الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني أن رحلته إلى الجزائر مجرد تنقل عبر الطائرة وتحمل ظروف السفر ومشاقه دون أي هدف محدد. فالرجل كما جاء إلى الجزائر كما عاد، اللهم ما عشاء رئاسي ب"الحرشة وقطع صغيرة من اللحم والزيتون. وتعليقا على الزيارة البائسة والخاوية من أي أجندة، للرئيس ولد الغزواني لتبون، قال المحلل والخبير في الصحراء محمد الطّيار، إن "زيارة الرئيس الموريتاني، بدعوة من نظيره الجزائري، تأتي أياما بعد زيارة تبون إلى تونس، وهي زيارات تدخل في إطار محاولات النظام العسكري الجزائري فك العزلة التي يعيشها على المستوى الدولي والقاري والعربي". وأورد المحلل أن "هذه الزيارة تأتي بعد فشل زيارة تبون إلى تونس، التي تعيش وضعا لا تحسد عليه على جميع المستويات، ولم تستطع أن تسعف النظام العسكري بما يمكنه من التنفس، خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي جعل الجزائر أكثر انكشافا أمام العالم" وتابع في تصريح لإحدى المواقع الالكترونية المغربية أن: "الشعب الموريتاني يتذكر في كل محاولة يقوم بها النظام العسكري لجر نواكشوط إلى موقف عدائي تجاه المغرب كل العمليات الإرهابية التي استهدفت أمن واستقرار موريتانيا طيلة العقود السابقة، وكانت موجهة من طرف الأمن العسكري الجزائري"، وزاد: "كما يتذكر مرور الدولة الموريتانية من مرحلة الانهيار بسبب النظام العسكري الجزائري، فبعد فشل الهواري بومدين في إقناع المختار ولد داداه بإقامة فيدرالية بين الجزائروموريتانيا، دفع مليشيات البوليساريو إلى شن حرب عصابات متواصلة من سنة 1975 إلى سنة 1979 ضد موريتانيا". كما كشف الطيار أن "موريتانيا تعرضت خلال هذه الحرب للشلل بواسطة مليشيات البوليساريو، المدعومة من النظام العسكري الجزائري"، مردفا: "كان يشرف على هذه الهجمات ضباط جزائريون، انتشرت عملياتهم العسكرية من منطقة "النعمة" شرقا على الحدود مع مالي إلى العاصمة نواكشوط ونواذيبو غربا".. وختم بأن "زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر لن تستطيع إنقاذ النظام العسكري الذي وصل إلى مرحلة جد متقدمة من الترهل والضعف والعزلة والفشل على جميع المستويات، دبلوماسيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا...".