بالعودة إلى حليفتها في الجنوب، تسعى الجزائر إلى تثبيت أقدامها في موريتانيا، إذ أشارت مصادر إلى أن الرئيس الموريتاني، محمد الغزواني، سيحل بالجزائر آخر الأسبوع المقبل، في زيارة تمت برمجتها والإعداد لها وستدوم يومين، بطلب من "قصر المرادية". وبعد الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى تونس، ولقائه بالرّئيس قيس سعيّد، تسعى الجارة الشّرقية إلى "عزل" المملكة، من خلال اتباع "دبلوماسية الشّيكات"؛ فيما ستسمح هذه الزيارة للرئيس الموريتاني بالتباحث مع نظيره الجزائري حول قضايا كثيرة، في مقدمتها ملف العلاقات بين الجزائر والمغرب. وتحاول موريتانيا إيجاد موقع قدم لها في النزاع الميداني الذي تشهده منطقة "الكركرات" بعد تحريرها من طرف القوات المغربية، بحيث تسعى نواكشوط إلى تجاوز لعب دور "المتفرّج" إلى فاعل "مؤثر" تتخطى بموجبه لحظة التردد والانبهار التي طبعت مراحل سابقة. وستسمح الزيارة، حسب مصادر حكومية موريتانية، بالتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الجديدة بين نواكشوطوالجزائر، من أجل توسيع نطاقات التعاون، مع تحيين وتوسيع الاتفاقيات القديمة، ما سيدفع بالعلاقات الموريتانية الجزائرية إلى آفاق أوسع، بتعبير المصادر ذاتها. وكان رمضان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أعلن في الثامن من شتنبر الماضي عن قمة قريبة بين الرئيسين الموريتاني محمد الشيخ الغزواني والجزائري عبد المجيد تبون. وفي هذا الصدد، يشير المحلل والخبير في العلاقات الدولية الموساوي العجلاوي إلى أن "الجانب الموريتاني يعرف جيدا حساسية العلاقة بين دول المغرب العربي، وكذا حساسية العلاقة بين موريتانياوالجزائر"، مبرزا أنه "لا يمكن فصل هذه الزيارة عن السياقات السياسية في المنطقة، من حيث المخاطر الأمنية ونزاع الصحراء الإقليمي". وأوضح العجلاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "موريتانيا تمثل جزءا أساسيا في الصراع الإقليمي حول الصحراء، رغم اتباعها مبدأ الحياد"، مبرزا أن "قرارات مجلس الأمن الدولي تنص على أن نواكشوط معنية بالصراع الصحراوي". وأورد المحلل ذاته أن "النظام الجزائري بعد خسارته ورقة الأممالمتحدة في نزاع الصحراء، واتكاله على دول غرب أوروبا التي عادت إلى التحالف المغربي، بالخصوص ألمانيا وإسبانيا، يتجه اليوم إلى دول الجوار"، مشددا على أنه "يعول على دول المحيط عبر دبلوماسية الشّيكات قصيرة المدى، وغير مؤثرة من الناحية الجيوستراتيجية".