شريطة أن تغيب السياسة عن الرياضة ونأي صناع القرار عن حشر أنوفهم في الموقعة؛ من المرتقب أن تعرف المباراة النهائية، بين المنتخبين المغاربيين الجزائروتونس مساء السبت المقبل، قمّة كروية تحبس الأنفاس، نظرا إلى الرغبة التي تحدو الفريقين معا في الظفر بكأس العرب قطر 2021. وتتزامن هذه المباراة الهامة مع إعلان تونس، أول أمس الثلاثاء، أنها ستحصل على قرض بقيمة 300 مليون دولار أمريكي من الجمهورية الجزائرية، نظرا إلى ما تعانيه تونس من أزمات مالية واقتصادية دفعتها إلى الاقتراض. كما تتزامن الموقعة ذاتها مع زيارة "عبد المجيد تبون"، رئيس الجمهورية الجزائرية، إلى تونس ولقاء رئيسها "قيس سعيد"؛ إذ تندرج هذه الزيارة، التي تدوم ليومين ابتداء من أمس الأربعاء، في "إطار تمتين علاقات الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون، والارتقاء به إلى مستوى نوعي يُجسّد الانسجام التام والإرادة المشتركة لقيادتَيْ البلدين وشعبيهما"، وفق بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية. وفي هذا الصدد، يرى محمد شقير، الباحث والمحلل السياسي، أن "الطابع السياسي كان واضحا في المباراة التي جمعت المنتخبين المغربي والجزائري يوم السبت المنصرم، عبر تعبئة وسائل الإعلام وشحن اللاعبين"، مستبعدا "ربط المباراة بين الجزائروتونس بالاتفاقيات الموقعة بين البلدين وزيارة "عبد المجيد تبون" لتونس"، دون أن ينفي أن "مبتغى الجزائر يكمن في هزيمة الفريق الوطني المغربي وتوظيف هذا الانتصار سياسيا". وتابع شقير، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أنه "من المستبعد أن تُرشي السلطات الجزائرية الجمهورية التونسية للظفر باللقب"، مشددا على أن "الجزائر في حالة انتصارها على تونس ستكون مرّتها الأولى التي تفوز فيها بكأس العرب، والمغرب سبق له الظفر بهذه الكأس في ما مضى". المحلل السياسي أردف في هذا السياق أن "المباراة ستوضح، رغم ما قيل سابقا، مدى جدية اللاعبين التونسيين خلال المباراة التي ستكون أمام الملأ"، خالصا إلى أنه "من الصعوبة ربط ما هو رياضي بما هو سياسي في مباراة المنتخبين التونسيوالجزائري".